مولوي "لا يعرف" فرنجيّة!

بقلم مراسل نيوز

مولوي "لا يعرف" فرنجيّة!

كان لافتاً ما أجاب به وزير الداخلية بسّام مولوي على سؤال الإعلامي مرسال غانم، في برنامجه "صار الوقت"، عندما سأله عن الأقرب إليه بين المرشّحين الثلاثة لرئاسة الجمهورية، رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة أوقائد الجيش جوزيف عون أومدير عام الأمن العام بالإنابة الياس البيسري، إذ تجاهل الإجابة عن العماد عون، فيما اعتبر أنّ البيسري هو الأقرب بحكم العلاقة بين وزارة الداخليّة ومديريّة الأمن العام، بينما أجاب عن فرنجيّة:"أنا لا أعرفه"، وهو جواب حادّ وحمّال أوجه:هل يعني أنّه لا علاقة شخصية معه ولا يعرفه عن كثب..أم أنّ في ذلك موقفاً سياسيّاً نابعاً من سعيه غير المخفي للوصول الى رئاسة الحكومة في العهد الجديد، وبالتالي هو يعكس موقفاً سعوديّاً – قطريّاً، حيث أنّه مقرّب من العاصمتين الرياض والدوحة المؤثّرتين في كلّ من الإستحقاق الرئاسي أكان في بعبدا أو في السراي الكبير.والمعروف أنّ السعوديّة لا تحبّذ مرشحاً محسوباً بالكامل على قوى الممانعة كما هي حال فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي، كما أنّ قطر تروّج من خلال زيارات مبعوثها الى لبنان أبو الفهد لكلّ من العماد عون واللواء بيسري؟

لقد قالها الوزير القاضي المتدرّج حديثاً في السياسة اللبنانية بالفم الملآن، على عكس ما تحدّث به الرئيس السابق للحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط، بعد العشاء العائلي الذي جمع زغرتا والمختارة في كليمنصو، إذ قال أنّه "لا يمانع في وصول فرنجية الى القصر الجمهوري" رابطاً موقفه بالإشارة الى اعتراضات كثيرة لدى نوّاب اللقاء الديمقراطي، وبالأخصّ من قبل رئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط والنائب المخضرم مروان حماده..وقد استتبع جنبلاط موقفه "المناور" بزيارة إلى الرياض للقاء المسؤولين هناك، قام بها كلّ من النائبين الإشتراكي وائل أبو فاعور والقوّاتي ملحم رياشي، في دلالة صريحة إلى أنّ وليد جنبلاط، رغم تغريداته وتقلّباته، يبقى محافظاً على شبكتين متينتين من العلاقات، مع المملكة العربية السعودية كمرجعية عربية من جهة، ومع القوّات اللبنانية كشريك أساسي في وحدة الجبل من جهة أخرى..وأيّ كلام آخر أو مواقف ملتبسة لا تعبّر عن مساراته النهائيّة، وإنّما تأتي في سياق تمرير الوقت بأقلّ توتّرات ممكنة طالما أنّها لا تلزمه بشيء حين يحين وقت الجدّ لا اللعب!

وبين الوزير الهاوي والزعيم المتمرّس، تأتي لقاءات اللجنة الخماسية ولقاءات سفرائها في بيروت مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وباقي القوى السياسية لتحرّك الجمود الحاصل في الإستحقاق الرئاسي، دون أن يعني ذلك أنّ هناك "طبخة على النار" بل هي محاولات مرتبطة بما استجدّ من أحاديث عن هدنة طويلة نسبيّاً في غزّة، وعن ترسيم محتمل للحدود بين إسرائيل وحزب الله، ما يفتح كوّة ولو صغيرة في الشأن اللبناني، بالرغم من الإصرار الشكلي للثنائي الشيعي حول شعار "فرنجيّة أو لا أحد.."، وهو شعار بات يدرك جميع الفرقاء أنّه لرفع السقف التفاوضي، حيث أنّ ميزان القوى الداخلي لا يسمح بتحقيق هذا الترف الممانع، عدا عن أنّ التحوّلات التي أصابت المنطقة عموماً وأذرع الهيمنة الإيرانية خصوصاً لم تعد تسمح لطهران أو لحزب الله أن يفرضوا مرشّحهم مهما ادّعوا من إنتصارات فوق ركام غزّة، أو فوق جثامين حوالي 170 شهيداً في حرب إشغال، شغلت الحزب في البحث عن نقاط ضعفه الأمنية، لا أكثر ولا أقلّ.إضافة الى ما تعرّضت وستتعرّض له الأذرع الإيرانية من عمق البحر الأحمر إلى عمق الحدود العراقيّة – السورية، إلى محيط السيّدة زينب في قلب دمشق حيث يتساقط المستشارون الإيرانيّون، الواحد تلوَ الآخر، دون أن يأتي "المكان والزمان المناسبان" للردّ والدفاع عن النفس!