"استعادة السيادة: لبنان يواجه التحدي الإيراني بدعوات لطرد السفير ورفع دعوى دولية"

بقلم عبد الحميد عجم

"استعادة السيادة: لبنان يواجه التحدي الإيراني بدعوات لطرد السفير ورفع دعوى دولية"

هل حان الوقت لقطع العلاقات مع إيران؟ دعوات لطرد السفير الإيراني ورفع دعوى قضائية

في ظل التحديات السياسية والأمنية التي يواجهها لبنان، تبرز قضية العلاقات اللبنانية الإيرانية كإحدى أبرز الملفات التي تستدعي إعادة تقييم عاجلة. مع تصاعد التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية، بات واضحًا أن إيران تستغل الساحة اللبنانية عبر دعم "حزب الله" لتحقيق أجنداتها الإقليمية، مما دفع بعض الأصوات للمطالبة باتخاذ موقف حاسم من هذا التدخل.

"حزب الله" والحرب الإسرائيلية: من المسؤول؟

لطالما اتهمت قوى سياسية داخل لبنان "حزب الله" بأنه أداة إيرانية تساهم في زعزعة استقرار البلاد. الدور الذي لعبه الحزب في الحرب الإسرائيلية على لبنان ، وما تلاها من دمار للبنية التحتية، عزز هذه الاتهامات. فبدلًا من أن يكون لبنان دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بمعزل عن القوى الإقليمية، أصبح الساحة التي تصفّي فيها إيران حساباتها مع خصومها، ما أدى إلى حروب واشتباكات أنهكت البلد واقتصاده.

طرد السفير الإيراني: ضرورة أم تصعيد؟

تتعالى الأصوات الآن في لبنان مطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة، تبدأ بطرد السفير الإيراني كخطوة أولى لإرسال رسالة قوية بأن لبنان لن يكون رهينة لأي دولة أو فصيل مسلح. هذه الخطوة، إذا ما اتُخذت، قد تكون مؤشرًا على بداية تحول جذري في السياسة الخارجية اللبنانية، حيث يسعى لبنان إلى استعادة سيادته الوطنية بعيدًا عن تدخلات الدول الكبرى.

دعوى قضائية دولية: خطوة نحو العدالة وتعويضات

إلى جانب طرد السفير، تُطرح فكرة رفع دعوى قضائية ضد إيران على المستوى الدولي، بهدف تحميلها المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بلبنان جراء تدخلاتها غير المشروعة. كما تتصاعد المطالب بإجبار إيران على دفع تعويضات عبر مجلس الأمن الدولي عن الدمار الذي لحق بالجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة الصراعات التي تأججت بفعل التدخل الإيراني. يمكن أن تُساهم هذه الخطوة في استعادة حقوق لبنان وتعزيز موقفه أمام المجتمع الدولي.

هل يمكن للبنان اتخاذ هذه الخطوات؟

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تملك الحكومة اللبنانية الإرادة السياسية والقوة لاتخاذ مثل هذه الخطوات الحاسمة؟ لبنان يقف على مفترق طرق، حيث باتت الحاجة إلى حماية سيادته واستقراره ضرورة ملحة، لكن التحديات أمام اتخاذ قرار بهذا الحجم لا تزال كبيرة، خاصة في ظل تشابك التحالفات الإقليمية والدولية.