خطة نتنياهو: مغامرة جديدة في لبنان أم فخ تاريخي؟
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
تشير تقارير إعلامية، مثل "إيكونوميست" البريطانية وموقع "واللا" الإسرائيلي، إلى نية القوات الإسرائيلية البرية اجتياح الحدود اللبنانية لإنشاء "حزام عازل" يبعد قوات "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني. يعيد هذا السيناريو إلى الأذهان "عملية الليطاني" عام 1978، التي أدت إلى تأسيس دويلة "لبنان الحر" الموالية لإسرائيل، وكذلك الاجتياح الدامي للبنان عام 1982، الذي شهد احتلال بيروت وخروج الفصائل الفلسطينية، متسببًا في أحداث درامية مثل اغتيال بشير الجميل ومجزرتي صبرا وشاتيلا.
تتداخل قصة "حزب الله" بشكل عميق مع اجتياح 1982، حيث لعب الحزب دورًا محوريًا في الصراع ضد الولايات المتحدة، التي رعت انسحاب الفلسطينيين. يُعتبر العقيل، الذي اغتالته إسرائيل مؤخرًا، من مؤسسي الحزب ومرتبطًا بالتفجيرات التي استهدفت السفارة الأمريكية ومقر مشاة البحرية، مما ساهم في بروز حركة المقاومة الوطنية والإسلامية، التي فرضت الانسحاب الإسرائيلي عام 2000.
الآن، يواجه نتنياهو جبهة غزة المتفجرة، ويتجه مع شركائه، الذين يشبههم البعض بالضباع، نحو لبنان. رغم الانتصارات الأمنية السابقة، تفتقر خطته إلى أهداف سياسية واضحة أو قوات كافية لتحقيقها، مما يثير ذكريات الاجتياحات السابقة.
يتعامل نتنياهو، الذي يواجه محاكمة محتملة بتهم جرائم حرب، مع الوضع بكل أوراقه، ساعيًا لتحقيق أهدافه العنصرية، مما قد يجر إسرائيل إلى كارثة جديدة.