في ذكرى إستشهاده نستذكره " بألم ويأس" وندرك حجم خسارته !!!!
بقلم مراسل نيوز
19 عاماً مضت ولبنان يعيش إنهياراً على كافة المستويات بعدما أودى التفجير الزلزال بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما بحياة كل اللبنانيين وإستقرارهم ، فعرفوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى لماذا إغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟؟؟
كل البلاد والدول مهما عظم شأنها وتمتعت بالمقدرات وتوفرت لها المقومات تحتاج الى قائد يدير شؤونها، والشهيد الرفيق كان يملك كل المواصفات التي جعلت منه زعيماً على مستوى الوطن والعالمين العربي والدولي ، فكان إغتياله مدمراً بعدما بات لبنان يدفع الأثمان الباهظة جراء الإنقسام الوطني الحاد والإنهيار الإقتصادي والتدهور الأمني بغياب " الهامة الوطنية" التي كانت تجوب عواصم القرار لإيجاد الحلول لمشاكل وطنية عالقة !!!!
19 عاماً وحزن المواطن اللبناني يشتد عمقاً على فقدان زعامته الوطنية والعربية والدولية ، فمنذ العام 1992 وحينما تولى الرئيس الشهيد رفيق الحريري السلطة التنفيذية كان لبنان مفككاً بعيد كل البعد عن الإهتمام العربي والدولي فأعاده بفضل علاقاته الواسعة الى الواجهة على الصعيد العالمي، وعلى الصعيد الوطني رسخ الوحدة الوطنية بين اللبنانيين فكانت حقيقة وليست شعاراً كما يتغنون بها اليوم!!!
وكان لبنان أولاً بالفعل وليس بالقول!!!
الشهيد رفيق الحريري إستثمر كل علاقاته في سبيل وطنه وليس مصالحه الشخصية ومشروعه كما هو حاصل ويحصل على أرض الوطن الذي يواجه شعبه منعزلاً حتمية البقاء.
الشهيد الحريري " أحب لبنان لدرجة العشق" وكان هائماً متيماً ببيروت وشاء القدر أن يدفن جسده الطاهر بترابها ، فإحتضنته كما إحتضنها لسنوات طويلة .
تسعة عشرة سنة مضت وروح الرئيس الحريري ترفرف في سماء الوطن، وذكراه الطيبة ترد على كل لسان ، وكلما ضاق الخناق على اللبنانيين تمنوا لو أن " الرفيق" كان حاضراً معهم والى جانبهم بل وحتى الى جانب أهل " غزة" والذين ترتكب بحقهم أبشع المجازر أمام صمت عربي رهيب فهل كان ليقبل الرئيس الحريري بإبادة شعب فلسطين؟؟؟ وتهديد إسرائيل لجنوب لبنان وتهجير أهله ؟؟؟؟
نفتقده في هذه الظروف الصعبة، والليالي الحزينة ، والدماء السائلة ، نفتقد رجل القرارات الصعبة الذي يسعى لمساندة أهل غزة بحق كما أهل الجنوب وكل لبنان، نفتقد الى من يسارع في إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على إخراج لبنان من جهنم !!! نفتقد الى تلك الهامة التي لن تقبل بسرقة أموال المودعين وإفقار الشعب وحرمانه من أبسط حقوقه في تأمين لقمة العيش .
لو كان " الرفيق" معنا لما إختار شبابنا الهجرة على متن مراكب غير شرعية فيبتلعهم البحر وهم يبحثون عن وطن يحتضن أطفالهم .
بهذا القدر نفتقد الرئيس الشهيد في ليالينا السوداء ، فنبكي ليس حزناً لكن ألماً ويأساً مما آلت إليه أوضاعنا في بلد " عشقه" الرئيس الحريري و دمره من كان ولاؤه لمشاريع خارجية !؟!!