"لبنان بين الفرصة التاريخية لاستعادة الدولة أو الاستمرار في دوامة الفوضى"
بقلم عبد الحميد عجم
يبدو أن لبنان اليوم أمام منعطف تاريخي لاستعادة الدولة بمؤسساتها وهويتها الوطنية، مع فرصة حقيقية لبناء كيان سيادي ومستقل. وإذا كان "حزب الله" يسعى للتحول إلى حزب سياسي، فهذا خيار مشروع، لكن من الضروري أن تظل قضايا السلاح والحرب والسلام بيد الدولة، بدلاً من أن تكون خاضعة لنفوذ خارجي كإيران.
في ظل المشهد الحالي الملطخ بالعنف، تشير الإحصاءات إلى سقوط 2,200 قتيل وأكثر من 10,000 جريح نتيجة الصراع في لبنان، إضافة إلى مليون ونصف نازح يبحثون عن الأمان. تعكس هذه الكارثة الإنسانية حجم الدمار الذي يتعرض له لبنان، مما يستدعي التدخل الفوري لإنقاذ ما تبقى من هذا البلد.
على القوى السيادية اللبنانية أن تدرك حجم التحدي الذي يواجهه الوطن. الرسالة باتت جلية: على القوى السياسية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتستغل هذه الفرصة الحاسمة لتأسيس دولة لبنانية حقيقية. فالوقت ليس للمحاسبة أو إلقاء اللوم، بل لإنقاذ الوطن قبل فوات الأوان.
السؤال الأساسي الآن: هل يستطيع اللبنانيون صياغة رؤية مقنعة للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والغرب، لحثهم على ممارسة الضغط اللازم لإيقاف دوامة العنف؟ وهل يمكن التوصل إلى صيغة تضمن عودة لبنان إلى كنف الدولة، وإنهاء الحرب وجمع شتات الوطن؟ الخيار الوحيد المتبقي هو إعادة بناء الدولة وترسيخ دورها المركزي، لأن استمرار منطق الحرب المفتوحة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخراب. فما جدوى أن يحظى اللبناني بكل الأوسمة إذا خسر وطنه؟