رؤساء بلديّات!
بقلم مراسل نيوز
في جبيل، نجح رئيس بلديتها السابق زيّاد حوّاط في أدائه وإدارته، فتألّقت المدينة وتحوّلت الى قبلة سياحية محلية ودولية، ما جعله يتأهّل بجدارة ليكون نائباً عن القضاء..في البترون، إستحقّت المدينة لقب "أفضل منطقة سياحيّة" ما جعلها ترتقي الى مصاف المدن السياحية في العالم، مثل إسطنبول وباريس وبراغ وغيرها..
ماذا عن بلديّاتنا في "الشمال"، إذا صحّ التعبير، من طرابلس الى الميناء الى قرى وبلدات محافظة عكار المصنّفة الأكثر إهمالاً وحرماناً في لبنان والبحر المتوسط؟
الوضع مؤسف وحزين ومدعاة للخيبة والتحسّر:في طرابلس صراع "ديكين"، ولن نقول على مزبلة، إحتراماً لما تمثّله البلدية من شأن عام ومصالح عامة، وإنّما على "جثة بلدية". صراع بين الدكتور رياض يمق الذي أخفق في إدارته لرئاسة البلدية لأسباب عديدة وأبرزها إندلاع ثورة 17 تشرين ، وبين الرئيس أحمد قمر الدين والذي إنتفض الأعضاء على آدائه واستبدلوه بمن أطلقوا عليه تسمية "الآدمي المنقذ"، وهم أنفسهم اليوم أي الأعضاء من يرفضون عودته ويؤكدون على إستقالتهم لعدم الإنسجام فيما بينهم ، يمق يحاول العودة الى "الكرسي المحترق" مسلّحاً بقرارين لمجلس شورى الدولة، غير آبه برفض الأعضاء له وبأنّ ما تبقّى لولاية المجلس الحالي هو عدّة أشهر لا أكثر ولا أقل حيث يفترض إجراء الإنتخابات المقبلة في شهر أيّار القادم من العام 2024!
في الميناء، إستقال أعضاء المجلس مع بداية إنتفاضة 2019 الشعبية خوفاً من المحاسبة، وتركوا الميناء مستباحة للمحافظ رمزي نهرا، ومن ثمّ للقائمقام التي تحمل بين يديها "بطيخات عدّة"، وللشبّيحة يعتدون على أجمل كورنيش على امتداد الساحل اللبناني، حيث قضوا على أضوائه ورصيفه ومقاعده، وسرقوا كل ما يمتّ بصلة الى الحديد والإنارة.أعضاء المجلس المستقيلون خانوا مدينتهم، كما خانوا أصوات ناخبيهم.لا صفة لهم أقلّ من الخيانة، والتي يستحقّون عليها المحاكمة، لو كان في البلد من يحاسب ويحاكم!
في المنية، فضّل "الرئيس" إستقالة المجلس وفرط عقد البلدية على الإلتزام بما جرى الإتفاق عليه "3 سنوات لك و3 سنوات لي".إنّه الصراع العائلي المتخلّف في أبشع تجلّياته، على طريقة "أنا..ومن بعدي الطوفان".وقد ابتلع الطوفان كلّ ما هو جميل ومفيد في المنية التي باتت تحاصرها النفايات من كلّ الجهات!
في عكار، الوضع أكثر بؤساً ومأساوية.من أصل 104 بلديات منحلّة في لبنان، تبلغ حصّة عكار هي الأكبر حيث بلغت 18 مجلساً هي:حلبا، جرمنايا والرامة، القرنة، عدبل، عيدمون وشيخلار، شدرا، عمار البيكات، عرقا، بينو وقبولا، حيزوق، تكريت، حرار، الغزيلة، مشتى حمود، خريبة الجندي، الدوسة – بغدادي، تلمعيان ، وادي الحور..والحبل على الجرار!
ولم تكتفِ عكار بهذا "الإنجاز" بل تجاوزته الى ما لا يصدّق على صعيد "أفعال" رؤساء البلديات:
-في القرقف نفّذ رئيس بلديتها يحي الرفاعي (بالتعاون مع بعض أقاربه ومعاونيه) جريمة غير مسبوقة كادت تأخذ البلد الى صراع مذهبي لولا سرعة تصرّف جهاز المعلومات وكشفه للجريمة والمجرمين، إذ كان الضحية هو الشيخ أحمد شعيب الرفاعي الذي تمّ استدراجه وقتله ودفنه في حفرة بطريقة بوليسية مشوّقة ومؤلمة!
-في الحاكور جرى توقيف رئيس بلديّتها (جود.ب.) بتهمة الإتجار بالمخدرات بالشراكة مع رجل الأعمال (ربيع. أ.)، كما جرى ختم معصرة للزيتون يملكها بالشمع الأحمر، بما يشير إلى أنّ تهريب المخدرات إنّما كان يتمّ عبر المعصرة والزيتون من خلال التصدير الى إحدى الدول العربية.
الإنتخابات إستحقاق مصيري وليس مجرّد لعبة عائلية – مالية، وبنتيجتها تجني المدن والبلدات والقرى "تألّقاً" مثل جبيل والبترون، أو جرائم وخيانة وتخاذلاً، كما في طرابلس والميناء والمنية والقرقف والحاكور!