هل تضحي ايران بحماس ورفح مقابل منع التصعيد ضدها وضد حزب الله؟

بقلم الكاتب والباحث السياسي ربيع المصري

هل تضحي ايران بحماس ورفح مقابل منع التصعيد ضدها وضد حزب الله؟

مع تصاعد التوترات العسكرية بين اسرائيل وإيران في الأيام الماضية كان واضحاً أن حزب الله قد عمل على تصعيد وتيرة عملياته العسكرية ضد الإسرائيليين فنفذ سلسلة ضربات مباشرة وحقق فيها اصابات مؤكدة، أهمها عملية عرب العرامشة، وقبلها عملية تفجير آلية بجنود من لواء غولاني. جاء تصعيد الحزب في ظل احتمالات الردّ الإسرائيلي على ايران، وكأن الحزب أوصل رسائل للإسرائيليين بأنهم في حال استمروا بالتصعيد ضد ايران فإنه سيكون جاهزاً لفتح الجبهة من جنوب لبنان وبالتالي خوض الحرب عبر أكثر من جبهة.

 

 

 

أصر حزب الله على استخدام طائرات مسيرة في هجومه على عرب العرامشة، وذلك لتأكيد فعالية وقدرة طائراته المسيرة على اصابة الأهداف والوصول بسرعة ودقة الى الهدف، وذلك بعد عدم وصول المسيرات الإيرانية الى اهداف اسرائيلية. في هذا السياق، هناك من يعتبر أن حزب الله لجأ الى التصعيد بناء على طلب ايراني لتحسين شروط التفاوض مع الأميركيين والإسرائيليين وذلك لتهديدهم بأنه في حال استمر التهديد ضد الأراضي والمصالح الإيرانية فإن المنطقة كلها ستكون مقبلة على حرب إقليمية وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الأميركية.

 

 

 

في ظل التصعيد الذي أقدم عليه حزب الله، عادت الولايات المتحدة الأميركية الى تفعيل قنوات التواصل والتفاوض مع ايران لمنع تحول المواجهة بينها وبين اسرائيل الى واسعة ومباشرة، في المقابل، سعت ايران الى تقديم شروطها التفاوضية من وقف استهداف شخصيات أو مصالح إيرانية في المنطقة، وعدم استهداف أراضي ايرانية، أما الشرط الآخر فهو أن لا تلجأ اسرائيل الى تصعيد المواجهة العسكرية والعمليات ضد حزب الله. في المقابل، يحاول الإسرائيليون الضغط على الأميركيين للقيام بشن عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح والتي يعتبرون أن قيادات حركة حماس تتمركز فيها وأن الرهائن موجودين هناك. يحاول نتنياهو الحصول على ضوء أخضر اميركي لخوض عملية رفح كبديل عن التصعيد مع ايران أو مع حزب الله، كما يسعى عبر الأميركيين للحصول على موقف ايراني حاسم بعدم تصعيد المواجهة ضده من قبل الحزب بالتزامن مع شن العملية العسكرية في رفح.

 

 

 

عملياً يظهر ان حزب الله يغير من تكتيكاته العسكرية ويوصل رسائل بأنه جاهز للتدرج في التصعيد، في المقابل، فإن الإسرائيليين أيضاً يمارسون تصعيداً في عملياتهم من خلال استهداف الطرقات العامة وعزل بعض البلدات عن بعضها البعض وسط معطيات عن احتمال استهداف المزيد من الطرقات الأساسية في الجنوب لقطع خطوط الإمداد لدى الحزب، في موازاة توالي الرسائل الدولية بأن احتمالات التصعيد في جنوب لبنان تتصاعد. لا سيما أن الإسرائيليين يصرون على القيام بعملية عسكرية تؤدي الى تغيير الواقع وتفرض واقعاً جديداً يحميها من طائرات حزب الله المسيرة ومن صواريخه الدقيقة لان التقديرات الإسرائيلية تشير الى أن ما تمتلكه ايران من أسلحة وتقنيات متطورة يمتلكها الحزب. يشير ذلك الى الدخول في مرحلة السباق مع الوقت بين مسار ديبلوماسي يوصل الى اتفاق، او تدهور الأوضاع باتجاه التصعيد.