مجزرة بيئية في طرابلس على مرأى ومسمع بلدية " منتهية الصلاحية"
بقلم مراسل نيوز
مجدداً تتكرر مقولة " طرابلس متروكة لقدرها" بعدما تناولت شبكات التواصل الإجتماعي صوراً لمجزرة حقيقية في شارع نديم الجسر حيث لجأ أحد الأشخاص ( وهو صاحب محل لبيع الملبوسات) الى قطع الأشجار الممتدة على طول الرصيف أمام مرأى ومسمع الناس أو من يعنيهم الموضوع لكن ليس رئيس البلدية ( المغتصب للسلطة) ولا أعضاء المجلس البلدي الذين لا يعلمون شيئاً ولا حتى قائد الشرطة البلدية الذي لا نراه أصلاً في شوارع طرابلس !!!!
طبعاً، القضية أثارت حفيظة المواطنين الذين تساءلوا عن دور الشرطة البلدية في الحفاظ وحماية شوارع المدينة، لكن هم غائبون كلياً وليس جزئياً وإذا ما صادف ورأى المواطن شرطي بلدي فإنه بلا شك سيبدي إستغراباً كبيراً، كل هذا الكلام لنشير الى أنّه أمام هذا الواقع المرير يحق لأي مواطن أن يفعل ما يريد ، أو ربما ليس أي مواطن وإنّما ذلك المدعوم من الفاسدين والحاقدين والمتربصين بكل ما شأنه أن يحافظ على جمالية المدينة.
اليوم، قام هذا المواطن الفاقد لأي إحساس بالمسؤولية تجاه الشارع والأهل والجيران وحتى البيئة بقطع أشجار خضراء مهمتها الحفاظ على الهواء النقي لأسباب غير معروفة سوى إن هذا العمل يعبر عن مدى "إختناق هذا المواطن" من مشهد الأشجار والتي يُدفع من أجلها الغالي والنفيس في مناطق أخرى.
هذا المشهد المؤلم والذي لم تعاقب عليه الأيادي الذي إقترفته ليس الوحيد في هذه المنطقة بل إن رئيسة إحدى الجمعيات والتي تطلق على نفسها شعار " الخير" قامت بإقتلاع شجر الزفير ( ذات الرائحة التي تقضي على البعوض) المعمر والمزروع داخل الوسطيات الممتدة على طريق الميناء تحديداً من أمام السنترال وصولاً حتى حلويات عبد الرحمن الحلاب بهدف تنظيم هذه الوسطيات بحسب وجهة نظرها وزرعها بالعشب الأخضر الذي يعطي جمالية للمنطقة ضاربة بعرض الحائط القضاء على أشجار مزروعة منذ سنوات طويلة بغية تمرير مشروعها، والحقيقة أنه لو كان لدينا سلطات بلدية فاعلة وقوى أمنية واعية لمسؤولياتها وقضاء نزيه لكانت رئيسة هذه الجمعية وغيرها من الأيادي التي تعبث بالطبيعة ، داخل السجون يحاكمون بتهمة إرتكاب المجازر البيئية ، لكن نحن نعيش وللأسف في غابة يحكمها ويتحكم بها أصحاب النفوذ والنفوس المريضة والتي لا تريد " الخير" للمدينة وأهلها مما يؤكد وبما لا يقبل الشك أن " طرابلس متروكة لقدرها"!!!!!!