"رئيس" الإعتدال يترنّح!
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
على طريقة اللوتو اللبناني "إذا ما الإثنين الخميس" تتحرّك بورصة مبادرة نوّاب "تكتّل الإعتدال الوطني"، وذلك أنّ كتلة الوفاء للمقاومة قد حدّدت موعداً للقاء المشترك بحثاً في بنود المبادرة يوم الإثنين القادم، حيث أنّ قرار حزب الله (أوّلاً، يريد أو لا يريد رئيساً للجمهورية في هذه المرحلة المصيرية والوجودية بالنسبة لسلاحه..وثانياً، قياساً على ما إذا كان قد أبدى مرونة ما في شعاره المرفوع منذ بدء الفراغ في قصر بعبدا "سليمان فرنجية أو لا أحد"؟) يبقى "بيضة القبّان" (وليس نوّاب الإعتدال، كما انتفخ بالقول النائب سجيع عطيّة) ليس بالنسبة لمبادرتهم فقط، وإنّما بالنسبة لكلّ المبادرات الأخرى الداخلية منها والخارجية، وصولاً الى حراك الدول الخمس، والمبعوثين الفرنسيين والقطريين والأميركيين الذين باتوا "رايحين جايين" على خطّ عواصمهم – بيروت، دون أن يتصاعد أثر "الدخان الأبيض" المنتظر!
ولكن ما يجعل "الإثنين القادم" غير حاسم بالنسبة للمبادرة والإستحقاق، إنّما يكمن في ما قاله الرئيس نبيه برّي (حافظ أسرار الحزب والثنائي الشيعي)، حيث نقل تلفزيون الجديد عن مصادر عين التينة قولها أنّ "الرئيس برّي قد أبدى ملاحظات على مبادرة تكتّل الإعتدال، منها الدعوة الى التشاور من دون رئيس المجلس والدعوة إلى جلسات مفتوحة بعد الحوار"، وهي ملاحظات "جوهريّة" تنسف أساس المبادرة، على عكس ما روّج ويروّج أصحابها أنّ "برّي يبدي مرونة، وأنّه موافق معهم على بياض".
وإذا كانت ملاحظات برّي تؤشّر إلى ما سينتهي به "لقاء الإثنين"، ثمّة مواقف أخرى من جهات موالية ومعارضة قد سجّلت بدورها مواقف لا تنبئ بنهاية سعيدة "حيث يتزوّج البطلان" كما في الأفلام والمسلسلات العربية:
-رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل كان الأكثر وضوحاً، إذ يعترف أنّه "لم يفهم جيّداً بعد مبادرة التكتّل"، مستغرباً "الترحيب قبل فهم ماهيّتها لا سيّما أنّه لحظ أنّ التكتّل نفسه لا يفهم المبادرة جيّداً".وإذا صحّ كلام الجميل، وهو على الأرجح صحيح، فإنّ ما يفعله نواب التكتّل هو أنّهم يحاولون أن يملأوا عجزهم عن التعاطي الإيجابي مع شؤون وشجون المناطق التي يمثّلونها، بشيء من الضجيج الإعلامي، ليس إلّا، حول مبادرة حسّاسة ومفصليّة ليست على مقاسهم، ولا هم على مقاسها ومستواها!
-اللقاء مع "التكتّل الوطني المستقل" كان عاصفاً، كما جاء في بعض التسريبات، بالرغم من نفي ذلك من قبل النائب وليد البعريني.وقد جاء تصريح النائب طوني فرنجية بعد الإجتماع ليؤكّ المؤكّد بأنّ "سليمان فرنجية لن يسحب ترشيحه"، وهو موقف لا يعبّر عن رأي بنشعي فقط، وإنّما ينبع من عين التينة وحارة حريك الصاحبين الشرعيين لقرار سحب أو بقاء فرنجية في ميدان السباق الرئاسي!
-نوّاب "التوافق الوطني" رحّبوا شكلاً بالمبادرة، مع إصرار رئيس التكتّل النائب فيصل كرامي على الإستمرار في التمسّك ب "مرشّحهم سليمان فرنجية"!
-إنّ الكلام المعسول الذي سمعه ويسمعه أصحاب المبادرة من الكتل التي التقوا بها لا يعكس بالضرورة قبولاً مطلقاً بمبادرة "غير مفهومة" كما قال الجميّل، وإنّما يأتي في إطار المجاملات والمواقف المبدئية التي لا توصل إلى مكان، ككلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يعرف أنّ ما يطرحه المبادرون سيصطدم بأكثر من جدار، فلماذا يتنطّح هو الى تحمّل ذلك؟
ربّما النواب الستّة قد بنوا كلّ موجة التفاؤل المفرط على ما سمعوه في بكركي من البطريرك الراعي إذ وصف مبادرتهم بأنّها "حلوة"..ولكن، يا سعادة نوّاب المنية والضنية وعكار، ليس "بالحلاوة" وحدها يُصنع الرؤساء في لبنان!