ماذا فعلت حماس..ماذا يفعل حزب الله؟

 
ماذا فعلت حماس؟ طافت بعمليّتها البطولية فوق جدار إسرائيل، وجعلت من جيشها الذي لا يُقهر "نمراً من ورق"، وجعلت من إستخباراتها مجرّد لعبة أتاري.إستطاعت بذكاء وتخطيط عاليين أن تهزم الجيش الذي هزم الجيوش العربية مجتمعة في أكثر من حرب وأكثر من معركة..ولكن، ماذا بعد؟
بعد 48 ساعة، إستفاق "الوحش" من غيبوبته:هل يختلف إثنان على أنّ إسرائيل وحش حقيقي، قاتل وشرس لا يميّز بين طفل وامرأة ومقاتل، بين بيت قيادي في الجهاد الإسلامي وبين مواطن عادي بنى بيته الدافئ بعرق جبينه وسنين عمره؟
قيادة حماس، لا شكّ، تعرف.وطهران تعرف أيضاً أنّ الكيان الصهيوني "محميّة أميركية".أيّ خطر يهدّدها، يستدعي كلّ قدرات أميركا الى المنطقة، من بارجات وغوّاصات وأسلحة فتاكة، وجيوش إذا لزم الأمر.
حماس وإيران يعرفان كلّ ذلك، فهل أعدّتا العدّة لمواجهة التنّين؟
لا يبدو ذلك.بعد أيّام قليلة، جاع الغزّاويون وعطش رجالهم، وعلا أنين الجرحى في المستشفيات، وفُقد الحليب والغذاء وكلّ ما يمتّ الى العيش بصلة:كيف يمكن المواجهة؟البيوت تتهدّم فوق رؤوس ساكنيها:لا ملجأ يقيهم شرّ الصواريخ الذكية والغاشمة.لا شيء يحمي المستشفيات والأسواق والشوارع.آلاف العائلات تتّجه جنوباً، فيما تستعدّ آلة الفتك العبريّة للدخول الى شمال غزّة، حيث يقول المحلّلون أنّ لحماس دولة تحت الأرض.إسرائيل تدمّر ما فوق الأرض بمن فيه، وتستعد لمعركة "كسر العظم" تحت الأرض:هل "حماس" قادرة على الثبات والإنتصار، ولو فوق ركام غزّة..وإلّا نكون قد خسرنا غزّة وأهلها ومقاومتها!!
حزب الله يهدّد بأنّه لن يقف على الحياد.يعتقد أنّ صواريخه أكثر فتكاً من صواريخ غزّة، وأنّ قدراته تفوق قدرات حماس والجهاد.ربّما يكون الكلام صحيحاً، ولكن ماذا عن الجنوبيين وسكّان الضاحية والبقاع؟هل سدّ الحزب "ثغرات" غزّة القاتلة:بنى الملاجئ، وجهّز صفّارات الإنذار، ووفّر الماء والطحين والدواء..أم هو يتّكل على الدولة اللبنانية، وعلى نخوة اللبنانيين في أن يحتضنوا النازحين كما فعلوا عام 2006؟
الحرب القادمة ليست بهذه السهولة، وليست بهذه البساطة.لن يبقى للصلح مطرح، وستنتهي بغالب ومغلوب:هل يمكن لنا أن نغلب الشيطان الأكبر، ومعه دول الغرب؟
لن أجيب على السؤال بالتحليل العسكري والحضاري، ولكن أحبّ أن أعلمكم:أنّني خائف، حتى النخاع الشوكي..
ماذا فعلت حماس، ماذا يفعل حزب الله..وماذا ستفعل إيران؟