4 مزايا تمنحكم إيّاها القهوة لحلّ المشاكل
لطالما ارتبطت القهوة بمزايا صحّيّة عدّة.
صحيحٌ أنّ الكافيين هي أوّل ما يتبادر إلى الأذهان عند تناول موضوع فوائد القهوة، لكن ثمّة موادّ أخرى تساعد على مكافحة الأكسدة وخفض الالتهابات الداخليّة والحماية من أمراض معيّنة، كما يقول اختصاصيّو تغذية من كلّيّة الطبّ في جامعة جونز هوبكينز.
لكن ماذا لو كانت القهوة تتمتّع بمزايا ذهنيّة تساعدكم مثلاً على ابتكار الحلول لبعض المشاكل؟ بحسب المؤثّر والكاتب في موقع "اينك" جيف هايدن، بإمكانكم فعلاً الاعتماد على القهوة لهذا الغرض.
تعزيز الصحّتين الجسديّة والذهنيّة
يشير هايدن إلى دراسة نشرت في مجلّة "سيركوليشن" تظهر أنّ القهوة قد تقلّل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغيّة بنسبة 20 في المئة. وأظهرت دراسة اخرى أنّ القهوة يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 20 في المئة أيضاً، وخطر الإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني بنسبة 30 في المئة، وخطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة مماثلة.
يمكن للقهوة أيضاً أن تجعلكم أكثر ذكاءً، وبشكل غريب، لاعبين أفضل ضمن فريق. وتوصّلت دراسة منشورة في مجلّة "نيتشر نيوروساينس" إلى أنّ تناول الكافيين بعد مهمة تعليميّة يعزّز عمليّة التذكر لمدّة تصل إلى 24 ساعة؛ وأظهرت دراسة اخرى نُشرت في مجلة "جورنال أوف سايكوفارماكولوجي" أنّ القهوة تساعد الأفراد على العمل معاً بشكل أكثر كفاءة وفاعليّة.
يتبيّن أيضاً أنّ القهوة مفيدة لحلّ المشاكل أيضاً. لكن يجدر أخذ نوع المشكلة بالاعتبار. إذا كنتم بحاجة إلى الكثير من الأفكار فالقهوة لن تساعدكم. لكن ماذا لو كنتم بحاجة إلى فكرة واحدة عظيمة أو إلى تحديد أفضل إجابة؟
نوع المساعدة
وجدت دراسة اخرى في مجلّة "كاونشسنس أند كوغنيشن"أنّ الكافيين المعادل لفنجان واحد من القهوة يعزّز حلّ المشاكل من خلال التفكير التقاربيّ: تحديد أفضل إجابة على سؤال ما.
على الرغم من أنّ المشاركين لم يتوصّلوا إلى المزيد من الأفكار، كانوا أسرع في حلّ المشاكل عن طريق البصيرة. فكّروا مثلاً بالإجابة التي تأتي بلمحة بصر بدلاً من التحليل التدريجيّ. وهو ما يعتقد الباحثون أنّه يمكن أن يكون ناجماً عن المعالجة العقليّة الأسرع التي ترتبط بالكافيين.
فقد كتب الباحثون: "لقد وجدنا أنّ المشاركين الذين تناولوا نحو كوب واحد من القهوة بسعة 12 أونصة (نحو 354 ملليلتراً) أظهروا قدرات معزّزة بشكل كبير على حلّ المشاكل".
لن يجعلكم فنجانٌ من القهوة أكثر إبداعاً بالضرورة. لكن يمكنه أن يساعدكم على حلّ المشاكل. حتى لو كنتم تشربون أساساً الكثير من القهوة أو كان مزاجكم سيئاً.
لماذا؟
الآليّة الأساسيّة أقلّ وضوحاً بحسب هايدن. تظهر الأبحاث أنّ الكافيين يزيد اليقظة ويحسّن الأداء الحركيّ ويعزّز التركيز والانتباه، كما يحسّن المزاج.
تعزّز كلّ هذه العوامل قدراتكم على حل المشاكل: كلّما كنتم أكثر تركيزاً وتيقّظاً – وكلّما كان مزاجكم أفضل – ازداد احتمال توصّلكم إلى الحلّ الأفضل. ما يهمّ فعلاً أنّ شرب فنجان قهوة يعمل حقّاً.
الكمّيّة
يجب تذكّر أنّ مزيداً ضئيلاً من القهوة مفيد، لكنّ الكثير منها قد لا يكون كذلك. كما هي الحال مع معظم الأشياء، يرتبط "المزيد" بـ "الأفضل" إلى أن يتوقّف حدوث ذلك. الشعور بحدّة الوضوح والتركيز أمر رائع وهو ليس كالشعور بالقلق والعصبيّة.
يجب أيضاً أخذ الاستهلاك الإجماليّ للقهوة بالاعتبار. وجدت دراسة أجريت سنة 2012 أنّه في غضون ثلاثة أيام من تناول الكافيين المستمر، يزداد عدد مستقبلات الأدينوزين والنيكوتين والمسكارين – وهي مادّة كيميائيّة تنظّم استثارة الخلايا العصبيّة – بشكل ملحوظ.
بعبارات بسيطة، يبني جسمكم القدرة على التحمّل فيتضاءل التأثير. اشربوا الكثير من القهوة بشكل منتظم وسيتضاءل تأثير تعزيز القدرة على حلّ المشاكل. لحسن الحظ، عادة ما تنعكس التغيّرات في مستويات مستقبلات الأدينوزين بعد تقليل تناول الكافيين لمدة سبعة أيام.
نصيحة
كما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة، ضعوا في اعتباركم التوقيت بحسب نصيحة هايدن. انظروا إلى القهوة باعتبارها وسيلة مساعدة عرضيّة للتركيز وتعزيز الحالة المزاجية والتحليل، بخاصة عندما تحتاجون إلى حل مشكلة صعبة على وجه التحديد.