البرلمان يعاند.. والشعب على وشك الانفجار!
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
الشعب اللبناني لم يعد يصرخ. لقد تعب حتى من الصراخ. كل ما نراه اليوم هو نظرات حائرة، قلوب منكسرة، وجيوب فارغة. فيما يعاني المواطن من غلاء الأسعار، وانقطاع الكهرباء، وندرة الأدوية، يقف نواب الأمة في قاعات باردة يتبادلون الاتهامات، وكأن الزمن ملك أيديهم.
لبنان، الذي علّم العالم أبجدية الحضارة، بات اليوم رهينة مراهقات سياسية وحسابات طائفية بغيضة. والنتيجة؟ فراغ في الرئاسة، انهيار في المؤسسات، ومستقبل ضبابي لا أحد يعرف مداه.
رئيس أو لا رئيس.. إلى أين؟
أسئلة بسيطة تواجه البرلمان: هل ستنتخبون رئيساً يخرج لبنان من أزماته؟ أم أن الخلافات ستقودنا إلى رئيس يشبه الكارثة القادمة؟
صوت الناس في الشارع بات واضحاً: نريد رئيساً يشبهنا، يعيش وجعنا، يشعر بما نشعر به. ليس رئيساً يتفاخر تحالفاته الخارجية أو ولاءاته السياسية.
السيناريو الأسوأ هو أن يبقى الفراغ سيد القصر الجمهوري، ليتمدد كالسرطان في جسد الدولة، ويبتلع ما تبقى من مؤسسات. وربما الأسوأ من الفراغ هو انتخاب رئيس يأتي بصفقة سياسية، يُرهن البلاد لسنوات ويُغرقها في عزلة دولية.
هناك من يلوّح خيار الانتخابات النيابية المبكرة. لكن مهلاً، ألم يكن هذا المجلس هو الذي أوصل البلاد إلى هنا؟ وهل من يرفض انتخاب رئيس اليوم سيغيّر رأيه غداً؟
الانتخابات النيابية المبكرة قد تكون ضرورية، لكنها ليست عصا سحرية. لن يتغير شيء إذا بقيت العقلية نفسها، وإذا ظل الشعب متفرجاً من بعيد. التغيير يبدأ بالضغط الشعبي الحقيقي والمحاسبة المباشرة.
ما يخيف المواطن اليوم ليس فقط الانهيار الاقتصادي، بل الخوف من أن نفيق ذات يوم على وطن لا يشبهنا. وطن تحكمه الصفقات، وتفرض عليه القوى الخارجية رئيساً لا يحمل هموم اللبنانيين.
هل نحن أمام نسخة أسوأ من حزب الله؟ هل نحن على أبواب رئيس سيقسم البلد أكثر مما هو مقسّم؟
اليوم، الكتل النيابية أمام خيارين لا ثالث لهما:
أو تقديم استقالة جماعية تعترف بفشلهم الذريع وتعيد الكلمة للشعب.
هذا ليس تهديداً بل تحذيراً. الشارع يغلي بصمت، والانفجار قد يكون أقرب مما يعتقدون.
التاريخ سيكتب أسماء من وقفوا مع الوطن، و سيحفر في ذاكرته أسماء من خانوه.
فيا نواب الأمة، قرروا اليوم قبل أن يقرر الشعب عنكم في الشارع غداً.