لبنان ينتفض: مطالب بطرد السفير الإيراني ومواجهة نفوذ طهران
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
تتفاقم الأوضاع في لبنان وسط تصاعد الاحتقان الشعبي إزاء التدخلات الإيرانية المتكررة في الشؤون الداخلية، وآخر فصول هذا التدخل تمثل في الجدل الذي أثارته حادثة في مطار بيروت الدولي، حين اعترض أحد ركاب طائرة إيرانية على الإجراءات الأمنية، واصفاً المطار بـ"مطار تل ابيب " من مطار بيروت، في مشهد يعكس حجم النفوذ الإيراني المتغلغل حتى في أكثر المؤسسات حساسيةً في البلاد.
هذه الحادثة تفتح الباب واسعاً أمام مطالبات متزايدة لطرد السفير الإيراني من بيروت ورفع دعوى قضائية في مجلس الأمن ضد طهران، بسبب ما وصفه مسؤولون وخبراء بمحاولات متكررة لاستخدام لبنان كمنصة لتمرير أجنداتها الإقليمية.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، حظي رئيس جهاز أمن المطار، العميد فادي كفوري، بتحية واسعة من الأوساط السياسية والشعبية لدوره في الحفاظ على أمن المطار والتصدي لأي محاولات لإقحام لبنان في صراعات خارجية. العميد كفوري أكد في تصريحات سابقة التزام الأجهزة الأمنية اللبنانية بالحياد الكامل في تطبيق الإجراءات الأمنية على جميع الرحلات الجوية، بما في ذلك الطائرات الإيرانية، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي ينص على تعزيز سيادة لبنان واستقلاله.
منذ أن تولى الجيش اللبناني مسؤولية التفتيش منفرداً في مطار بيروت، شهدت الإجراءات الأمنية تحسناً ملحوظاً، في خطوة تعزز الثقة المحلية والدولية بدور المؤسسات الأمنية اللبنانية.
لكن، رغم هذه الجهود، لا تزال إيران وحزب الله يسعيان لتجاوز هذه التدابير، في محاولة لفرض أمر واقع يهدد استقرار البلاد. فحادثة مطار بيروت ليست سوى انعكاس لحالة أوسع، تتجلى في محاولات إيران توسيع نفوذها في لبنان عبر حزب الله، الذي بات يُتهم بتقويض سلطة الدولة واحتكار القرارات السيادية.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن الحل الوحيد يكمن في تعزيز استقلالية المؤسسات اللبنانية والتصدي لأي تدخل خارجي، وهي خطوة تبدأ بإجراءات حازمة، على رأسها طرد السفير الإيراني، كرسالة واضحة بأن لبنان لن يكون بعد اليوم ساحة لصراعات الآخرين.
إن الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله يمر عبر اتخاذ مواقف وطنية شجاعة، والدفع باتجاه قرارات جريئة تكرّس مفهوم الدولة وتعيد للبنان هيبته في وجه أي محاولة لزعزعة استقراره.