نوّاب طرابلس:عاجزون أم متواطئون؟
الأقليّات..أهل ذمّة؟
حين اتخذ القرار بإضافة مقعد ثامن للموارنة في طرابلس (وهم أقليّة) كان هناك هدفان وراء ذلك:
-هدف وطني، وهو إعطاء المدينة أبعاداً واسعة، بأنّها تشكّل حاضنة لكلّ الطوائف (السنّة أساساً، الروم الأرثوذكس، العلويّون ومجدّداً الموارنة).وهي، كمدينة، نجحت في لعب هذا الدور الجامع، بالرغم ما شهدته من خضّات كبيرة، مثل جولات المعارك بين التبانة وجبل محسن، وفي مرحلة حكم حركة التوحيد لها، ولكنّها خضّات فُرضت عليها بحكم الصراعات السياسية والعسكرية بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام السوري، ليس إلّا!
-هدف خاص، بتمثيل النائب الراحل جان عبيد (هو من علما، ولا مكان له حيال الإحتكار التاريخي لعائلات زغرتا للمقاعد الثلاثة في القضاء) والذي ارتبط إسمه بزيادة هذا المقعد. تناوب على المقعد في مرحلة صعود 14 آذار نائبان هما الياس عطالله وسامر سعادة، قبل أن تتمكّن القوات اللبنانية بالتحالف مع اللواء أشرف ريفي من الحصول عليه عبر النائب الحالي إيلي خوري..
ولكن، ثمّة سؤال محوري جدير بالبحث والتحليل:هل نواب الأقليات، نجحوا في أن يكونوا شركاء كاملين في قيادة مدينة طرابلس، أم بقوا كأهل ذمّة يمارسون دورهم تحت الغطاء السني؟
الجواب ليس مبسّطاً ويحتاج الى عودة تفصيلية للسيرة الذاتية لكلّ نائب، ولكن في هذه العجالة، يمكن القول أنّ النائب الأرثوذكسي الراحل موريس فاضل ترك بصمات جلّى في أدائه النيابي في طرابلس، ولعلّه كان صاحب "فكرتين" لا تزالان معتمدتين حتى الساعة:صندوقة الإعاشة وإنارة منطقة التل التجارية.
أمّا عن نواب اليوم، فيمكن الإيجاز بما يلي:
النائب جميل عبود، الذي ربح مقعده الأرثوذكسي ب 78 صوتاً على لائحة ريفي – القوّات اللبنانية، بات في السياسة الى جانب نائب كسروان نعمت افرام..فليكن.ولكنّ التحاقه بنائب كسروان، لا بدّ أن يكون له ثمن..والسؤال:هل هذا الثمن خاص أم هو ثمن عام؟ فإذا كان عامّاً، لقد آن له أن يظهر في مشروع تنموي بارز يمكن لطرابلس أن تستفيد منه على المديين القريب والبعيد:حتى الساعة، لا أثر لهذا النوع من المشاريع!
النائب حيدر ناصر، الذي حظي بمقعده العلوي بفضل إنحياز المجلس الدستوري لصالح النائب فيصل كرامي على حساب النائب التغييري رامي فنج، لم يحدّد موقفه بعد:أهو نائب عن طرابلس، أو عن جبل محسن، أو عن المجلس الشرعي للطائفة العلوية حيث يتلهّى بالصراعات القائمة داخل أروقة الإنتخابات المنوي إجراؤها في هذا المجلس، دون أن يكون له أيّ أثر في الحياة السياسية والتنموية للمدينة؟ لقد حضر في الإقتراع للمرشح سليمان فرنجيه، كاشفاً عن هويّته السياسية..وغاب عن كلّ ما يخصّ الناس من تشريع وخدمات.
نائب القوات إيلي خوري لم يكن على حجم التوقّعات، ولا على حجم الشعار "نحن بدنا..نحن فينا":قد يكون "بدّو" صحيح، ولكنّه في الواقع ليس قادراً على أكثر من بعض الخدمات الفردية هنا وهناك، وآخرها تغطية نفقات 500 تلميذ..القوات في لبنان هي غيرها القوات في طرابلس:هذا ما يبدو، على الأقل، في أداء النائب خوري، وحتّى يُثبت العكس!