"بين النصر والخذلان: تحليل صراعات الشرق الأوسط"

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

"بين النصر والخذلان: تحليل صراعات الشرق الأوسط"

تتسم تاريخ الصراعات في منطقة الشرق الأوسط بتعقيدات دراماتيكية، حيث تحمل كل مرحلة دروسًا قاسية وتجارب مؤلمة. من بين المحطات الفارقة، تبرز حرب 1967، التي كانت بمثابة شرارة أعادت إشعال حماسة الأمة العربية. كان إغلاق جمال عبد الناصر لمضائق تيران خطوة أدت إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل سوريا والأردن، مشيرة إلى إعادة تشكيل الجبهات العسكرية والسياسية في المنطقة.

 

اليوم، نشهد تصعيدًا جديدًا في الصراع في غزة، والذي سرعان ما انتقل إلى جنوب لبنان ومناطق أخرى. يلاحظ المراقبون أن الأخطاء التاريخية تتكرر، حيث تتجلى الحسابات الخاطئة مجددًا، سواء في تصريحات زعماء مثل عبد الناصر أو زعيم «حزب الله» الذي تحدث عن المأزق العسكري الحالي.

 

يتسابق الجميع في ترويج انتصاراتهم، بينما تظل النكسة عالقة في الذاكرة كندبة مؤلمة. تكررت النكسات على جبهة المقاومة من غزة إلى لبنان، مع تسجيل الهجمات الإسرائيلية مستويات غير مسبوقة من الوحشية. المأساة الفلسطينية تتفاقم، ورغم الدعم العاطفي، يبقى الواقع أكثر قسوة مما يتصور كثيرون.

 

تشير التقديرات إلى أن الخراب في غزة يحتاج لعشرين عامًا لإعادة الإعمار. في الوقت نفسه، يواجه نتنياهو وضعًا متدهورًا، بينما يظهر العالم بشكل متخاذل، بل ومتواطئ في هذه الجرائم، مع مواقف مترددة من القوى الكبرى كأميركا وروسيا والصين.

 

خلال العام الماضي، اتبعت إسرائيل استراتيجيات غير مسبوقة، منها ارتكاب جرائم إبادة ضد الأطفال والنساء وتدمير المنشآت الحيوية. أصبحت سياسة الاغتيال الجماعي عبر الخداع سمة بارزة، حيث لم تتردد في تدمير أحياء ومدن كاملة لتحقيق أهداف عسكرية.

 

تجدر الإشارة إلى أن حرب 1967 أسفرت عن مقتل 9800 عسكري مصري، بينما تجاوز عدد القتلى في غزة 42 ألف مدني، وهو رقم يثير تساؤلات حتى لو جاء من وزارة الصحة. إن تكرار هذه المآسي يستدعي إعادة التفكير في الحلول والتوجهات السياسية.

 

تتطلب الأحداث المتلاحقة تحليلًا عميقًا وفهمًا دقيقًا للواقع المعقد. تبقى دروس الماضي حاضرة لتوجهنا نحو مستقبل أفضل، بعيدًا عن الأخطاء التي عانت منها الأجيال السابقة.