لقاح سرطان عنق الرحم يعطي الأمل في تجنبّ الإصابة ووزارة الصحة اللبنانية مدعوة إلى فرضه ضمن اللقاحات الإلزامية
خاص مراسل نيوز
في كلّ عام وفي كلّ شهر وكلّ يوم، السيدات في لبنان والعالم مدعوات إلى الكشف عن أنفسهن وخصوصا لناحية الفحص المبكر عن سرطان الثدي لما يمكن لهذا الكشف أن ينقذ من حياتهنّ؛ لكنّ لا يجب أن يتناسين أنّ هناك خطرا آخرا يحيط بهنّ يجب التنبه إلى خطورته ألا وهو سرطان عنق الرحم، وهو النوع الثاني من السرطان الأكثر شيوعا لدى النساء، ويجب أيضا المتابعة الدائمة مع الطبيب النسائي للإحتياط والمعالحة المبكرة.
إلا أنّ ما يميّز هذا السرطان عن غيره من أشكال هذا المرض الخبيث هو أنّه يمكن الوقايه منه وتجنبهّ من خلال لقاح تمّ تطويره يحصّن السيدات بنسبة 90 في المئة من الإصابة وتم التثبت من فعاليته بعد سلسلة أبحاث علمية واختبارات جدية اكدّت نجاحه.
هذا التطور الإيحابي في عالم الطبّ فرض في المقابل سلسلة اسئلة محقة أجابت عنها طبيية الأطفال الدكتورة أشواق طرابلسي لموقع مراسل نيوز ومن أبرزها عن السبب الأساسي حول إمكان تطوير لقاح لهذا النوع من السرطانات على عكس غيره من الأنواع والتي تفتك بالمئات والآلاف من المواطنين سنويا؟ وعلى السؤال اشارت طرابلسي إلى أنّ أبرز مسببات هذا السرطان هو فيروس يدعى Human papillomavirus وبالتالي يمكن تصنيع اللقاحات المضادة وهذا ماحصل في حين أن الأنواع الأخرى مسبباتها مختلفة ومتنوعة وليست مشتقة من الفيروسات.
وإذ اشارت طرابلسي إلى أنّ العلاقة الجنسية تعّد من اهّم اسباب انتقال هذا الفيروس إلى المرأة والإصابة بسرطان عنق الرحم اكّدت ايضا ان الوقاية تكمن في البدء بتطعيم الفتيات في سنّ مبكرة أي منذ العاشرة من عمرها وحتى الأربع عشرة عاما لتكون الفعالية مضمونة. وذكرت أن التطعيم يكون على ثلاث مراحل الأولى والثانية بعد شهرين من الجرعة الأولى والثالثة بعد أربعة اشهر من الثانية مشددة على اهمية الالتزام بهذه التراتبية لما لها من أهميتها في تحصين مناعة الفتاة والمرأة في مرحلة مقبلة. ولأن للعنصر الذكوري دور اساسي في انتقال الفيروس من هنا من الضروري ايضا ان يتلقى اللقاح وهذا ما يحصل في البلدان المتقدمة بعد ان تكون قد انهت الحملة المخصصة للفتيات من الفئات العمرية العمرية المستهدفة.
وبما أنّ هذا اللقاح حديث في عالم الطب، ونسبة كبيرة من الفتيات اصبحن سيدات وتخطين المرحلة العمرية التي تسمح لهنّ بتلقي اللفاح، من هنا هؤلاء مدعوات في شكل دائم إلى إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بالتنسيق مع اطبائهن للوقاية وتجنّب أي إصابة محتملة فد تكتشف في مرحلة متأخرة وتؤدي إلى وفاة الامرأة.
هذا على الصعيد العام في مختلف دول العالم، أما في لبنان الذي واكب العلم كعادته واستقطب اللقاح، إلا أنّ وزارة الصحة اللبنانية لم تدرجه بعد على لائحة اللقاحات الإلزامية وبالتالي لا تلتزم أيّ جهة ضامنة بتغطية كلفته التي تعدّ مرتفعة على ما أكّدت د.طرابلسي لافتة إلى أن هذا هو السبب الابرز الذي يضعف من نسبة الفتيات اللواتي يتلقين اللقاح.
من هنا الدعوة اليوم قبل الغد وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها المؤسسات الضامنة، إلا انّ صحة الفتيات في بادئ الأمر والمجتمع ثانيا اهّم من أي كلفة مادية، لذا يجب البحث في شتى الوسائل لتأمين المتوجبات المالية المطلوبة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين ليتشجعوا بالتالي على إعطاء اللقاح لبناتهم وابنائهم. كما أنّ التوعية الصحية لازمة وواجب على كلّ المؤسسات الصحية والتربوية إقامة الندوات والتوجيهات للمواطنين وللأهل والطلاب والطالبات بأهمية هذا الإنجاز الطبي الذي يجنبّ النهاية المأساوية للكثر من السيدات المعرضات يوميا للإصابة بهذا المرض الفتّاك.