مستقبل العلاقة بين الاسد ومحور طهران غير مطمئن

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

مستقبل العلاقة بين الاسد ومحور طهران غير مطمئن

منذ فترة بدات ملامح البرودة تطبع العلاقة بين نظام الاسد والنظام الايراني، مع تزايد الغارات الاسرائيلية التي تستهدف قيادات ايرانية، متواجدة في دمشق او مدن سورية اخرى، اضافة الى قصف مراكز وتجمعات الميليشيات المؤيدة لايران ومخازن ذخيرة ومصانع الاسلحة ايضاً، يضاف الى هذا انكفاء نظام الاسد عن التصريح او الاعلان عن موقف واضح من الحرب الاسرائيلية على فلسطين وغزة..مستبعداً الاسد نفسه عن لعب اي دور مماثل لما يقوم به حزب الله في لبنان على الجبهة الجنوبية من مناوشات، او مواكبة ما يقوم به الحشد الشعبي من استهداف لمواقع اسرائيلية داخل الاراضي المحتلة، كما لم يقم بأية خطوة جدية يؤكد من خلالها التزامه باستراتيجية وحدة الساحات التي اطلقتها طهران، كما تبنتها الفصائبل المؤيدة للاستراتيجية الايرانية في المنطقة..وخاصةً ميليشيا الحوثي في اليمن..، مما يؤكد ابتعاده عن الالتزام بالمسار الاستراتيجي لهذا المحور رغم ما تم تقديمه له من دعم مادي ومعنوي ومالي وعسكري وسياسي للحفاظ على ما تبقى له من سلطة على الاراضي السورية..

 

بناءً على ما تقدم يتوقف كل مراقب عند عدة نقاط تحمل اشارات ودلالات اهمها:

 

- صمت جبهة الجولان عن تقديم اي دعم للمقاومة الفلسطينية في غزة وفلسطين، حتى ان حزب الله بدا بقصف المواقع الاسرائيلية في الجولان انطلاقاً من جنوب لبنان.. وليس من جنوب سوريا..

 

 

-غياب الاسد عن مراسم تشييع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، بشكلٍ رسمي.. والزيارة الاخيرة التي قام بها الاسد الى طهران لتقديم واجب العزاء، كانت لهدف ابعد من العزاء، وكلام المرشد الايراني (خامنئي).. الذي وجهه للاسد تضمن تلميحاً واضحاً وصريحاً بأن على الاسد البقاء جزءاً من محور طهران.. (حيث قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لدى استقباله الرئيس السوري بشار الأسد والوفد المرافق إن المقاومة هي الهوية المميزة لسوريا، مضيفاً أن مكانة سوريا الخاصة في المنطقة متميزة بسبب تلك الهوية، ويجب الحفاظ على هذه الميزة المهمة..)

 

- لقد كان نافراً مشهد القمة الخطابية التي عقدت بمدينة بيروت في شهر نيسان/ابريل الماضي، في قاعة بلدية حارة حريك، لقادة محور المقاومة وفصائله باستثناء سوريا، التي لم تشارك على اي مستوى.. إذ تحت عنوان "منبر القدس"، اقامت اللجنة الدولية لإحياء يوم القدس احتفالًا جماهيريًا يوم 3 نيسان 2024 في قاعة رسالات في بلدية الغبيري. وبحسب جدول الاحتفال، تحدّث في الاحتفال قادة محور المقاومة: - الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، - الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد نخالة، - قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، - رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي، - المقاومة العراقية الحاج هادي العامري

 

- اعادة تشكيل الاجهزة الامنية السورية، مع ابعاد بعض القادة المقربين من القيادة الايرانية

 

- انفجار عبوة ناسفة في حي المزة ادت إلى مقتل العقيد في قوات النظام لؤي النايف الذي يعمل كضابط ارتباط مع السفارة الإيرانية في دمشق. وتشير المصادر موضحةً أنها كانت مزروعة أسفل سيارته أمام منزله الذي يقع مقابل السفارة الإيرانية في دمشق.

 

- مشاركة الاسد في قمة البحرين بالمنامة، والتي لم تعجب نظام طهران..

 

- اعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق، كدليل على التفارب العربي مع نظام الاسد..

 

الخلاصة:

 

يمكن ان نضيف العديد من المظاهر والظواهر التي تثير قلق محور طهران، من مواقف وسلوك ونهج الاسد..ولكن ما يجب ان نتوقف عنده هو ان الاسد قد بدأ يرسم لنفسه مساراً اكثر استقلالية عن محور طهران، ويحاول ان ينأى بتفسه عن الانخراط في صراعات او مواجهات قد تزيد من عزلة نظام دمشق الذي يعاني من حصار اقتصادي وسياسي وفوضى امنية.. سعياً لانقاذ سلطته والحفاظ على وجوده في السلطة وتأمين اي دعم ممكن لتامين استقرار وديمومة نظامه..وبالتالي فإن اي تغيير في مواقف الاسد السياسية والعسكرية قد ينعكس سلباً على خط الامداد الذي يربط طهران بحزب الله في لبنان..وعلى دور ايران وتماسك محورها..وبالتالي فشل مشروعها في المنطقة.. رغم التضحيات الجسيمة..لذلك يمكن القول ان مستقبل العلاقة بين الاسد ومحور طهران غير مطمئن بل مثير للقلق....!!