"التراث" تتّهم..و"الثقافة" تبرّر!
خاص مراسل نيوز
ما حصل في الزاهرية من سقوط للمبنى الأثري، لم يكن جرّاء عوامل طبيعيّة ناتجة عن مرور الزمان والفصول، بل هو نتيجة تواطؤ رسمي بين صاحب البناء الذي يريد هدمه بداعي الإستثمر والربح في الإسمنت والباطون، وبين "حاميها حراميها" وزير الثقافة محمد مرتضى الذي أعطى الأذن بالتصرّف بالبناء، بحجّة "الحرص على السلامة العامة" دون أن يأخذ برأي بلدية طرابلس، ودون أن يستشير أهل العلم والآثار:صفقة تمّت بين الطرفين..وسقط البناء من لائحة التراث.
"جمعيّة الإنماء والتراث" وجّهت التهمة الى وزارة الثقافة، وتساءلت في بيان لها:"كيف ارتضى وزير الثقافة محمد مرتضى ان يعطي أذناً بهدم مبنى إعتبره ليس ذا قيمة معمارية في حين أنّ الخبراء يرون عكس ذلك تماما، كما وأنّ القيمة التاريخية لهذا المبنى ظاهرة للعيان"؟
سارع وزير "الباربي" الى تبرير قراره بجملة حجج لا تمتّ، لا الى الأصول ولا الى الحرص على التراث بصلة، محاولاً التخفيف من "جريمته" بالقول أنّ "الوزارة سوف تلاحق ما نُمي إليها عن حجارة أثريّة قد استخرجت من البناء وبيعت في الأسواق":فهل يعلم معاليه أنّ هذه الحجارة قد تحوّلت الى أبنية أثريّة في البترون وجبيل، وهل سيقوم باسترجاعها، يا تُرى؟
وكما وزير الثقافة، كذلك وزير الداخلية بسّام المولوي:أين أصبح تحقيق وزارة الداخلية؟
جمعيّة الإنماء والتراث دعت رئيس الحكومة (إبن طرابلس)، كما دعت نوّاب المدينة الى التحرّك لوقف نزيف الأبنية الأثريّة التي تزخر بها طرابلس:فهل يفعلون؟