من مراسل نيوز : الف تحية لشهداء الحقّ والحقيقة

خاص مراسل نيوز

من مراسل نيوز : الف تحية لشهداء الحقّ والحقيقة

فعلا إنّ الكلمة قاسية والحقيقة أقسى... فعلا إنّ الخوف من الحقيقة يهّد الجبال ويفقد الجاني قواه العقلية... فكيف إذا كان المذنب إسرائيل بقدراتها العسكرية الهائلة، فهي تسعى إلى إخماد فظائع جرائمها ودمس حقائق عدوانها من خلال القضاء على ناقل الحق والحقيقة... وعلى الرغم من أن المواثيق الدولية تحصّن الإعلام والإعلاميين في كلّ أنواع الحروب والمعارك، إلا أنّ العدو المخالف تماما لكلّ الشرع والنصوص القانونية يواصل اضطهاده اللاخلاقي بحّق من لا ذنب لهم في حروبه السابقة والأخيرة الراهنة عن مع الفلسطينيين في قطاع غزة. 

يدفع الإعلاميون ثمن قيامهم بواجبهم المهني وغالبا ما يتلقون الضربة الأولى والأقسى في كلّ المعارك، وتحديدا في معركة طوفان الأقسى التي انطلقت السبت الماضي والتي اشعلت نيران إسرائيل الوحشية في قطاع غزة، فقتلت منذ اللحظات الأولى حتى اللحظة الراهنة ثمانية صحافيين اغلبهم خلال تغطيتهم للظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني، فكان الاستهداف مباشرا لهم ومقصودا بهدف اسكاتهم ومنعهم من نقل حقيقة ما يحصل. 

شرارة طوفان الأقصى بدأ يطاول بسهامه الأراضي اللبنانية وتحديدا في جنوبها، حيث يتمّ بين الحين و الآخر تبادل لرشقات بين الطرف الإسرائيلي وحزب الله ما استدعى من الإعلام اللبناني والأجنبي الموجود في لبنان التوجهّ إلى القيام بواجبه وتغطية معطيات الواقع، فكان خوف الإسرائيلي اقوى فلم يتمكن من ضبط نفسه ووجّه سلاحه مساء الجمعة تجاه تجمّع الإعلاميين في علما الشعب لتكون الحصيلة استشهاد مصور من وكالة رويترز يُشهد له بخبرته وفنائه لمهنته إضافة إلى إصابة إعلاميين من قناة الجزيرة الصحافية كارمن جوخدار المعروفة بمصداقيتها وشغفها لعملها، والمصور إيلي براخيا من خلال استهداف سيارتهم مباشرة. 

جريمة موصوفة بكلّ ما للكلمة من معنى ارتكبها العدو الكافر الرافض للحقيقة، جريمة ادانها الجميع محليا، اقليميا وحتى عالميا لما تشكل من فظاعة ما بعدها فظاعة في الحروب. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تكفي الإدانات؟ الم نشبع من الخطابات المستنكرة والرافضة والمعترضة؟ الم يحن الوقت بعد لتحويل كلّ هذا الكلام إلى أفعال من خلال دعاوى قضائية ورفع الصوت في المنابر العالمية تجاه الظلم الحاصل بحق المدنيين عموما والإعلاميين خصوصا؟ الا يجب على المعنيين إعلام الجاني أن طمس الحقيقة من خلال قتل ناقلها لا ينفع؟ فهو في هذه الوسيلة يدين نفسه أكثر واكثر... 

اسئلة مشروعة لا زالت تنتظر إجابات مشروعة ومنطقية، وإلى ذلك الحين نصلي على نية ارواح الإعلاميين الشهداء، ونتمنى الشفاء لكلّ جرحاهم... ولكن مهما حصل ويحصل تبقى الحقيقة وحدها اقوى من كلّ سلاح، وتبقى الكلمات مهما تلطخّت بدماء اصحابها أصدق من كلّ اصوات القنابل والقذائف الصاروخية المدمرّة. فالف تحيّة لكلّ من قدّم نفسه في سبيل الوطن والأوطان... وإنحناءة تقدير لكّل من خاض غمار مهنة المتاعب من أجل الأخرين وإنارة عتمة الظلام.