"التوترات الإقليمية بعد 'الوعد الصادق 2': هل تعيد إيران تشكيل المشهد؟"
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
تعزيز النفوذ الإيراني: التوترات الإقليمية بعد الهجوم على إسرائيل
تشير التطورات الأخيرة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، المعروف بـ«الوعد الصادق 2»، إلى مسعى طهران لاستثمار التوترات الإقليمية لتعزيز نفوذها وتعزيز موقفها في الصراع. يأتي هذا الهجوم في أعقاب اغتيال شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية وحسن نصر الله، مما يعكس محاولة إيران لتأكيد قدرتها على التأثير في مجريات الأحداث.
في ظل هذه الأوضاع المتوترة، تتداخل الأبعاد الدولية بشكل كبير. تتنافس القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة، حيث تسعى كل منهما لتعزيز نفوذها. فعلى سبيل المثال، تدخلت الولايات المتحدة في سوريا لدعم المعارضة، بينما دعمت روسيا النظام السوري، مما أضاف طبقات من التعقيد للمشهد الإقليمي. كما أن المفاوضات النووية الإيرانية كانت نقطة نزاع رئيسية أدت إلى فرض عقوبات أثرت بشكل عميق على الاقتصاد الإيراني واستقرار المنطقة.
تظهر الحاجة الملحة لتحديد مسارات جديدة للتحالفات. يتعين على القوى السياسية في لبنان أن تتبنى استراتيجيات أكثر استقلالية، بعيدًا عن أي نفوذ خارجي. يجب أن تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق استقرار حقيقي، يتجاوز الأبعاد الطائفية والسياسية السائدة.
يمكن الاستفادة من أمثلة تاريخية مثل حرب لبنان (1975-1990)، التي كانت ساحة للصراع الإقليمي بتدخل القوى الخارجية مثل سوريا وإسرائيل، مما أدى إلى تعقيد الوضع الداخلي. كما ساهم اجتياح العراق عام 2003 في خلق فراغ سياسي، مما عزز نفوذ الجماعات الشيعية المدعومة من إيران. وكذلك، كانت حرب غزة (2008-2009) نقطة تحول حيث عززت من علاقة إيران مع حماس كداعم رئيسي للمقاومة، مما زاد من التوتر مع إسرائيل.
مع ازدياد التوترات، يصبح من الضروري النظر في خيارات جديدة تسهم في تحقيق توازن القوى، وتمنح لبنان والدول المجاورة فرصة لبناء مستقبل أفضل. يتطلب ذلك فهمًا عميقًا للتفاعلات الإقليمية والدولية وكيفية تأثيرها على استقرار المنطقة في ظل الأحداث المتسارعة.