امتحان خطير للقيم الانسانية

خاص مراسل نيوز

امتحان خطير للقيم الانسانية

هناك تفسير قديم حول سيطرة اللوبي الصهيوني على الإعلام العالمي، وقدرته على التأثير على سياسات الدول الغربية، وقوة نفوذ اللوبي اليهودي في السياسة الأميركية مع قرب الانتخابات الرئاسية. هذا التفسير ليس خاطئاً تماماً، لكنه لا يصلح وحده لرؤية الصورة كاملة.
أخطر ما يظهره هذا التباين أن العالم ينقسم إلى كتل تختلف في تقديراتها ورؤيتها للأشياء  وهو صراع الحضارات،وإعادة تشكيل النظام العالمي  أن  النظام الرأسمالي قد انتصر نهائياً على الآيديولوجية الماركسية، ودانت له السيطرة 
الجو الحالي الذي يقف فيه الغرب بصورة عمياء مع إسرائيل، ويتجاهل آلاف الشهداء الفلسطينيين وفيهم نساء وأطفال، ويعدّهم خسائر بشرية طبيعية، في حين يقيم الدنيا ولا يقعدها لسقوط ضحايا مدنيين في الجانب الإسرائيلي، يدفع بهذه الأطروحة مرة أخرى للواجهة، ويقدم المنطقة على طبق من ذهب لموجات جهادية جديدة تتبنى خطاب المظلومية وغياب العدالة والمساواة في العالم، ويمكن أن تحيل العالم إلى كتلة من الجحيم.
القيم الإنسانية العظيمة التي أسهم فيها الغرب، مثلما أسهمت فيها حضارات إنسانية عظيمة من مناطق مختلفة من العالم، ومنها الحضارة العربية الإسلامية، تتعرض لامتحان خطير يقدح في مصداقيتها وشموليتها وقدرتها على تمثيل كل كتل ودول العالم، وما لم يُعِد الغرب حساباته ويقوّم مواقفه واستمر في استخدام معاييره المزدوجة، فإن المنطقة مهددة بردة حضارية كبرى تعيدنا قروناً للوراء، وسيصعب الخروج منها إلا بتضحيات كبيرة.