الحل العربي: مفتاح لبنان للتحرر من الوصايات الخارجية
بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم
وسط النزاع المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل، تتزايد الجهود الدولية، بقيادة الولايات المتحدة عبر مبعوثها آموس هوكستين، لإيجاد تسوية تنهي النزيف المستمر في لبنان. لكن مع ظهور روسيا كطرف محتمل للتدخل، يطرح السؤال الأهم: هل سيؤدي استبدال النفوذ الإيراني بآخر روسي إلى حل فعّال، أم أنه مجرد تبديل لتبعية جديدة لا تخدم مصالح اللبنانيين؟
إرث الوصاية الإيرانية: أعباء مستمرة
في السنوات الأخيرة، تسببت سياسة إيران في دعم حزب الله في إدخال لبنان في صراعات إقليمية معقدة، ما أسفر عن أزمات سياسية واقتصادية خانقة. هذا النفوذ جعل لبنان ساحة صراع، مما أثّر سلبًا على معيشة الشعب اللبناني، الذي يعاني في صمت من آثار هذه الصراعات المستمرة.
دور المبعوث الأميركي آموس هوكستين
في ظل جهود إنهاء النزاع، يتولى آموس هوكستين مهمة الوساطة بين الأطراف المتنازعة. تهدف مساعيه إلى التوصل إلى اتفاق يفصل النزاع اللبناني عن الصراعات الإقليمية الأخرى، خاصة النزاع مع الفصائل الفلسطينية في غزة. يتضمن الاقتراح وقفًا مؤقتًا للأعمال القتالية لمدة 60 يومًا، مما يتيح انتشار الجيش اللبناني بدعم دولي لتأمين الحدود.
الدور الروسي: حل أم تبعية جديدة؟
في الوقت نفسه، أبدت روسيا استعدادها للعب دور في استقرار الأوضاع في جنوب لبنان، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذا التدخل. هل سيكون دعمها فعّالاً في معالجة الأزمات العميقة التي يعاني منها لبنان، أم سيكون مجرد استبدال لوصاية إيرانية بأخرى روسية، مما يواصل معاناة الشعب اللبناني؟
الحل العربي: طريق نحو السيادة
بدلاً من الارتهان لوصايات أجنبية، يبقى الخيار العربي هو الأكثر أمانًا للبنان. العودة إلى مبادرات عربية صادقة، كما كان في اتفاق الطائف، قد يضمن استقلال لبنان بعيدًا عن النفوذ الخارجي. دعم الدول العربية، مثل السعودية ومصر، يمكن أن يساهم في استعادة القرار اللبناني وتعزيز الاستقرار في البلاد.
لا ينبغي للبنان أن يقبل استبدال وصاية بأخرى. الحل يكمن في دعم عربي يتيح للشعب اللبناني استعادة سيادته وأمنه بعيدًا عن التدخلات الخارجية. من الضروري أن تُعطى الأولوية لمصالح اللبنانيين، وأن يعمل الجميع من أجل تحقيق السلام والاستقرار الذي يستحقونه بعد سنوات من المعاناة.