1701 سلماً أو حرباً!

بقلم مراسل نيوز

1701 سلماً أو حرباً!

يكاد يجمع معظم المراقبين، إضافة الى اللاعبين الكبار في المنطقة والعالم، على أنّ حرب غزّة قد انتهت من حيث قدرة إسرائيل العسكرية على تنفيذ هدفها في إزالة حكم حركة حماس، وأنّ البحث الجاد يدور راهناً حول كيفيّة حكم هذا القطاع في المستقبل، وأنّ الخلافات شبه العلنية تدور بين أميركا وإسرائيل من جهة، وبين الفلسطينيين والمجموعة العربية من جهة أخرى، حول الطرف (أو الأطراف) المؤهّلة للحكم والإدارة والربط ما بين غزّة والضفّة الغربية ممثّلة بسلطة أبو مازن. 

وتضيف المصادر أنّ المعركة قد تستمرّ شهراً أو شهرين إضافيين، ربطاً بحسابات الحكومة الإسرائيلية لردّات الفعل الداخلية على عدد الجنود الذين يسقطون خلال المعارك.فالقيادة الإسرائيلية تدرك حساسيّة رأيها العام على هذه المسألة، وتأخذها بعين الإعتبار ما يجعلها تبطئ في حربها تخفيفاً لخسائرها، غير آبهة بالرأي العام العالمي الذي يضغط على حكوماته لوقف المجازر اليوميّة بحقّ الأطفال والنساء!

وما بعد غزّة، يأتي دور لبنان، حيث يصرّ الكيان الصهيوني على فرض تطبيق مفاعيل القرار 1701، لجهة تراجع قوات حزب الله الى جنوب الليطاني، ولجهة نشر القوات الدولية في المنطقة العازلة بين الدولتين على أن تكون هذه القوات صاحبة قرار في التصدّي لأيّ محاولة لبنانية أو فلسطينية يمكن أن تشكّل خطراً على المستوطنين متى عادوا الى أماكن سكنهم.وتشدّد الحكومة الإسرائيلية على أنّ تطبيق القرار 1701 سيكون بالسلم أو بالحرب، ما يعرّض لبنان الى خراب ودمار كبيرين يشابهان خراب ودمار غزّة:ففي أيّ إتّجاه نحن ذاهبون؟

الإدارة الأميركية (ومعها دول أوروبا الفاعلة وخاصة فرنسا وبريطانيا) تسعى الى منع الحرب وحلّ الأمور سلماً وسط مفاوضات جارية على أكثر من صعيد، وخاصة بين واشنطن وطهران عبر الوسيط القطري الذي نجح في أكثر من مهمة، ولعلّ أبرزها الهدنة الإنسانية لمدّة 7 أيام وتبادل الأسرى المدنيين بين الطرفين المتحاربين.ولكن ماذا يمكن أن تقدّم أميركا لحزب الله كي يقبل بهذه الخطوة المعقّدة والصعبة على علاقته بجمهوره أوّلاً، وبباقي اللبنانيين ثانياً؟

تدور المحاولة الأميركية للوصول الى "إتّفاق سلمي" على مستويين:الأول، بالتهديد بما يمكن أن يحلّ بلبنان من ويلات، وحرب غزّة شاهد حيّ، وهو ما نقله المبعوثان الفرنسيان الى لبنان (وزير الخارجية السابق لودريان ومدير المخابرات)، إضافة الى ما ينقله السفراء من رسائل عالية اللهجة الى السلطات الرسمية اللبنانية والى حزب الله..المستوى الثاني يشمل إغراءات تتماشى مع ما يطرحه حزب الله من حجج لاستمرارية مقاومته واستمرار سلاحه، وهي تتمثّل في استعداد إسرائيل للإنسحاب من تلال كفرشوبا وإيجاد حلّ مشترك لمزارع شبعا، إضافة الى وقف الأعمال العدوانية فوق أرض لبنان من تحليق للطيران وغيرها من المهام التجسّسية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على مدار الوقت والليل والنهار..فهل تكفي هذه العروض للوصول الى شاطئ الأمان؟

لا شكّ أنّ الأمور أكثر تعقيداً من ذلك، ولا بدّ البحث في العلاقات الأميركية – الإيرانية، لأنّ طهران لم تموّل وتسلّح الحزب طوال هذه السنوات من أجل شبعا وكفرشوبا فقط، ولكن هناك "ثمن" يجب أن تقبضه طهران مقابل الموافقة على انسحاب الحزب.وهذا الثمن يمتدّ من تركيبة السلطة الجديدة في لبنان، الى ما يمسّ مصالح إيران المباشرة في المنطقة، وخاصة موضوع العقوبات والأرصدة المالية المجمّدة بالمليارات!

ولكن ما يقلق أميركا أنّ مساعيها السلمية إذا ما فشلت، فإنّ إسرائيل مستعدّة لخوض غمار الحرب ضدّ الحزب، مكرّرة تجربة إجتياح لبنان حتى العاصمة بيروت، حيث نجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية الى تونس.وهذا أمر يدخل في حسابات الجميع، ما يجعل المفاوضات الدائرة أمام خيارين لا ثالث لهما:تطبيق القرار 1701 أمّا سلماً على الطريقة الأميركية..وأمّا حرباً على الطريقة الإسرائيلية!