الأوروبيون يواجهون صعوبات لجعل إسرائيل تقبل بحل الدولتين

الأوروبيون يواجهون صعوبات لجعل إسرائيل تقبل بحل الدولتين

اصطدم الأوروبيون وعلى رأسهم جوزيب بوريل الاثنين في بروكسل بالرفض الإسرائيلي للنظر في حل الدولتين الذي يعتبرونه ضروريا لتحقيق السلام الدائم.

وأكد مسؤول الشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل خلال اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين مع الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "ما نريده هو بناء حل الدولتين. دعونا نتحدث عن ذلك".

ولدى سؤاله من قبل بعض الصحافيين، قال الوزير الإسرئيلي إنه جاء إلى بروكسل لضمان الحصول على الدعم الأوروبي في الحرب التي تخوضها بلاده من أجل "تفكيك" حركة حماس والإفراج عن الرهائن الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة الغارق في حرب مدمرة.

وعرض مقطعي فيديو على الوزراء أحدهما عن مشروع إنشاء جزيرة صناعية لتكون بمثابة ميناء لغزة، والآخر يتعلق بخط للسكك الحديد لربط إسرائيل بالهند.

وعقب بوريل بقوله للصحافيين من دون أن يخفي انزعاجه "كان بإمكان الوزير (الإسرائيلي) أن يستغل وقته على نحو أفضل وأن ينشغل بأمن بلاده وارتفاع عدد القتلى في غزة".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي التقى الوزراء الأوروبيين بعد الظهر ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن. وقال المالكي "لا يمكننا أن نتردد"، وحض الوزراء على النظر في فرض عقوبات على رئيس الوزراء الاسرائيلي بسبب "منعه إقامة الدولة الفلسطينية". وقال "ما يحدث كل يوم من قتل وتشريد غير مقبول".

وقال بوريل إن "الوضع الإنساني لا يمكن أن يكون أسوأ مما هو عليه" في غزة. وأضاف أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام والاستقرار "بالحرب وحدها".

وأضاف "ما هي الحلول الأخرى التي يفكّرون فيها؟ دفع جميع الفلسطينيين للرحيل؟ قتلهم؟ (الإسرائيليون) يزرعون بذور الكراهية لأجيال قادمة".

وأكد بوريل أنه عرض على الوزراء السبعة والعشرين "نهجا شاملا" للتوصل إلى سلام دائم بما في ذلك تنظيم مؤتمر دولي للخروج بخطة تعرض على الإسرائيليين والفلسطينيين. لكنه أقر بأن الأوروبيين ليس لديهم سوى القليل من الوسائل للضغط على إسرائيل.

- مؤتمر تمهيدي -

في وثيقة العمل التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، أوصى بوريل بعقد مؤتمر سلام "تمهيدي في أقرب وقت ممكن" بين الأوروبيين والعديد من الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، تُدعى إليه الولايات المتحدة.

كما التقى الوزراء الأوروبيون خلال غداء عمل نظراءهم المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان والأردني أيمن الصفدي، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

وتشعر دول الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء العدد الهائل من الضحايا المدنيين منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ودعت مراراً وتكراراً إلى هدنة إنسانية.

ولكنها بسبب انقسامها فشلت حتى الآن في الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك والاتفاق على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما تعارضه بعض البلدان، مثل ألمانيا، على أساس حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقال جوزيب بوريل إن عدة دول قالت إن عدد الضحايا المدنيين "كبير جدا". وتساءل: "لكن ماذا يعني كبير جدا؟ وإلى متى سيستمر كل هذا؟".

اندلعت الحرب التي دمرت قطاع غزة وشردت أكثر من 80% من سكانه بعد أن توعدت اسرائيل بالقضاء على حماس بعد هجومها الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة.

وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.

وتنفّذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في القطاع باشرتها في 27 تشرين الأول ، ما أسفر عن سقوط أكثر من 25000 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

ودانت الأمم المتحدة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لرفضه الدعوات لإقامة دولة فلسطينية، وصولا الى تحدي داعمه الرئيسي الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن "استمرار إسرائيل في إجراءاتها لتقويض حل الدولتين يحكم على مستقبل المنطقة بمزيد من الصراعات ومزيد من الحروب".

وأضاف "العالم كله يقول إن السبيل الوحيد للخروج من هذا البؤس هو حل الدولتين. لذا فإن الطرف الذي يقف ضد حقوق جميع شعوب المنطقة، بمن فيهم الإسرائيليون، في الحصول على السلام، لا يمكن أن يترك من دون محاسبة"