البلد بألف خير؟

خاص مراسل نيوز

البلد بألف خير؟

البلد بألف خير؟

 

خبران ناريّان لم ينفِهما أحد، وربّما يأتي النفي دون أن يغيّر شيئاً  في أنّه "لا دخان بلا نار":

الأوّل، أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد حصل على هديّة من قبل أحد قادة الأجهزة الأمنية، وهي كناية عن بندقيتين وأربعة مسدسات يقدّر ثمنها بآلاف الدولارات:كيف يمكن لرئيس الحكومة المقتدر على شراء عشرات البنادق والمسدسات أن يقبل بهدية هي من "المال العام" بالتأكيد، وليس من "المال الخاص" للقائد المتزلّف، والذي يفتّش عن حماية سياسية ما؟ وكيف يحقّ لقائد جهاز أمني أن يتصرّف بسلاح يعود الى المؤسسة لا إلى الأفراد، ولو برتبة عميد أو لواء أو قائد؟

الثاني، يتمّ التداول بأنّ جهازاً أمنيّاً قام بشراء 450 مسدّساً من نوع غلوك و120 مسدّساً من نوع هريستال، وزّع قسم منها هدايا على عدد من الضباط الذين أقدم بعضم على بيعها بالسوق السوداء بآلاف الدولار، محققين أرباحاً كبيرة:هل يحقّ لهؤلاء الضبّاط أن يبيعوا هذه المسدسات، علماً بأنّه كانت هناك عمليات مماثلة تجري فيما مضى في مؤسسة الجيش شرط عدم بيعها تحت حقّ الملاحقة؟ وهل تسمح، في هذه الأيّام، ماليّة هذا الجهاز وماليّة الدولة أن تقوم بهذا "اللوكس" غير المستحبّ؟

ثمّة مشكلة عميقة في وعي وتعاطي كبار المسؤولين مع الواقع الذي نمرّ فيه، وكأنّ البلد بألف خير:ثمّة إنفصام كلّي.ثمّة خلط مستمرّ بين العام والخاص.ثمّة نهب بلا حدود لمقدّرات الناس..وثمّة صرف للنفوذ، لمن يتسلّمون المسؤوليّة، في غير مكانه!