14 آذار لن تبقى ذكرى بل حقيقة شعب يعشق النضال في سبيل حريته
بقلم مراسل نيوز
منذ عهود والشعب اللبناني يناضل في سبيل حريته وسيادته وإستقلاله، منذ عهود والشعب اللبناني لم يتوان عن قول كلمة الحق والمطالبة بالأمن والأمان والإستقرار وكأنّ قدر هذا الشعب " النضال" في ساحات المعركة تارة وتارة في وجه الفساد والتبعية والإستبداد، وتظاهرة 14 آذار والتي يصادف ذكراها اليوم شكلت حدثاً مهماً في تاريخ لبنان الحديث، وهي نجحت في تتويج نضالات المواطن المستمرة وأدت إلى إنسحاب قوات النظام السوري من لبنان بعد 29 عاماً من الإحتلال ، إضافة إلى ذلك فإنّ مظاهرة 14 آذار من العام 2005كانت حدثاً مهماً في تاريخ الثورات العربية الهادفة إلى التغيير من خلال تحركات شعبية سلمية حينما إجتمع الشعب اللبناني بكل أطيافه وفئاته في ساحة واحدة متناسياً كل الإنقسامات المناطقية والطائفية والحزبية ، فما الذي جرى وأي دور لعبت الأحزاب لتشتيت وحدة اللبنانيين ورميهم على قارعة الطريق وإقناعهم بضرورة العودة إلى الفرز الطائفي والمناطقي إنطلاقاً من مقولة " فرق تسد" كون وحدة الشعب اللبناني لا يمكن أن تخدم مصلحة السياسيين والتي تتعارض ومصالح الشعب اللبناني!!!!
ماذا بقي لنا اليوم من هذه الذكرى وهل ما زال النضال مستمراً؟؟؟!
بمنأى عن الأحزاب السياسية وأهدافها وإن على أشلاء الوطن، تبقى إرادة الشعب حاضرة لمواجهة أي حدث من شأنه الإطاحة ببلد لا يعرف الإستسلام ولا " الموت" ، وفي ذكرى التجمع الشعبي الأكبر في تاريخه وبالرغم من كل الأخطاء والخيبات تبقى لحظة 14 آذار يوماً مضيئاً في التاريخ السياسي والإجتماعي لحظة صنعها مئات الآلاف من المواطنين رفضاً للإغتيالات السياسية والتصدي لثقافة الإفلات من العقاب .
في 14 آذار 2024 نتذكر 14 آذار 2005 ويستمر النضال مهما حاول البعض التهويل، ومهما أكدوا أن لبنان سيبقى تحت الإحتلال تارة السوري وطوراً الإيراني ورهناً بالتدخلات السياسية وفرض الإرادة الخارجية ، وما نعيشه اليوم من فراغ رئاسي وإنهيار إقتصادي وتفلت مؤسساتي ليس إلاّ مرحلة كسابقاتها ستمضي ويعود لبنان لينهض كطائر الفينيق يلملم الجراح وينقذ الأرض والشعب ويكتب تاريخه النضالي المستمر منذ عقود هذا هو لبناننا وهذه هي حريتنا التي ننشدها في كل زمان ومكان .