لبنان ليس في منأى!

خاص مراسل نيوز

لبنان ليس في منأى!


 
لن يكون لبنان قادراً على النأي بنفسه عمّا يدور في غزّة:وحدة الساحات تضطرّه للمشاركة.حجم الحرب الدائرة أيضاً..والإحراج في العلاقة القائمة بين "المقاوتين"، حماس والجهاد من جهة، وحزب الله من جهة أخرى.إضافة الى الجوّ الشعبي المنتشي بما حقّقته عملية "طوفان الأقصى" في المستوطنات الإسرائيلية، من كسر لعنفوان "الجيش الذي يقهر"، ومن إستمرار القتال من بيت الى بيت، كما أعلن عن ذلك الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
 
السؤال ليس في تدخّل أو عدم تدخّل المقاومة الإسلامية، السؤال أكثر عمقاً:إلى أيّ مدىً سينخرط الحزب في هذه الحرب التي ستطول، كما توحي بذلك جميع المؤشّرات السياسية والعسكرية؟
ما يميّز تدخّل الحزب عن تدخّل حركتي حماس والجهاد لا يكمن في الحسابات أو المصالح اللبنانية، وإنّما في خصوصيّة وطبيعة كلّ فريق، لجهة مدى ارتباطه المباشر والعضوي مع إيران.وهناك إختلاف بين الطرفين اللبناني والفلسطيني على مستويين:
-إنّ حماس والجهاد هما تنظيمان فلسطينيان يسعيان لتحرير أرض فلسطينية، وهما من أهل أصل القضيّة "فلسطين".وهو ما لفت إليه الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض بقوله "ليس لدينا بعد أيّ مؤشّرات تدلّ على دور لإيران في عملية المستوطنات..".واستتبعه الرئيس بايدن بالإتّصال بالرئيس المصري السيسي، بمعنى أنّ ما جرى ويجري بين غزّة وإسرائيل هو شأن فلسطيني يعني مصر أكثر ممّا يعني إيران.
-إنّ تدخّل حزب الله، بشكل واسع ومباشر، يعتبر قراراً إيرانياً بإعلان الحرب على إسرائيل، وهو ما لا يستطيع الأميركيون تجاهله أو الوقوف على الحياد حياله، وبالتالي يجعل الحرب المحدودة تنتقل الى مستويات أوسع وأشمل، ربّما تصل الى التدخّل الأميركي المباشر، بحجّة الدفاع عن وجود إسرائيل في المنطقة.
نحن على حافة مرحلة جديدة في الشرق الأوسط.الأسئلة كبيرة ومقلقة.ولا يمكن البدء بالتمييز بين الخيوط البيضاء والسوداء في المشهد القادم، قبل أن تستعيد إسرائيل بعضاً من إعتبارها الذي اهتزّ (القتلى والجرحى والأسرى بالآلاف في 24 ساعة؟)، وقبل أن تعيد التوازن في ميزان القوى في الحرب التي ابتدأت بمئات الأسرى، ولا يمكن لأيّ طرف أن يتكهّن كيف يمكن أن تتجه مسارات الأمور..
وهنا لا بدّ من تساؤلات بما يخصّ التوجّهات الأميركية القادمة:من ستختار واشنطن كشريك استراتيجي لها في عمليّة رسم معالم الشرق الأوسط الجديد؟هل ستعتمد إيران كطرف أثبت قوّته وجدارته في اللعب بين الحرب والسلم، بين النووي واللانووي..وماذا يحلّ حينها بدول الخليج، ومنابع الطاقة والنفط؟
الأسئلة كبيرة، والأجوبة يصعب الإستدلال إليها، بانتظار مزيد من الوقائع على الأرض، والمزيد من الوضوح في موازين القوى المستجدّة!!