احتلال بلا جيوش: كيف أصبح لبنان رهينة النفوذ الإيراني وحزب الله؟

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

احتلال بلا جيوش: كيف أصبح لبنان رهينة النفوذ الإيراني وحزب الله؟

لم يكن "الاحتلال" الإيراني لقرار لبنان السيادي أمراً جديداً أو مفاجئاً. فمنذ أن احتكر حزب الله السلاح وتسلل إلى جميع مظاهر السيادة اللبنانية، أصبحت أيادي طهران تُمسك بخيوط القرار اللبناني. وما هو مظهرٌ أوضح للسيادة من قرار الحرب والسلم؟ من تلك اللحظة، وكل لبنان يعرف الحقيقة: أن البلاد أسيرة للنفوذ الإيراني، ومن تجرأ على مقاومته – سواء كان دكتور فارس سعيد، دكتور أحمد فتفت، أو دكتور مصطفى علوش – تم السخرية منهم، وكأن تحذيراتهم كانت ضرباً من الخيال. لكنهم لم يكونوا إلا من أوائل من كشفوا الستار عن هذا الواقع المُرّ.

 

سنوات مرت، وبات واضحاً أن من قاوم هذا "الاحتلال" بشكل علني، واجه مصيراً قاتماً: إما الموت، النفي، أو التخوين على ألسنة بروباغندا الحزب التي لا تهدأ. في هذه الأثناء، ظل السؤال قائماً: ماذا لو أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أو غيره من القيادات السياسية، قد تقدم بموقف جريء قبل سنوات؟ هل كان بإمكان لبنان أن يُشكّل حركة شعبية واسعة تقاوم النفوذ الإيراني، وتُنقذ البلاد من الاحتراق في نيران الفرن الإيراني المستعر؟

 

حتى لو افترضنا أن القرار اللبناني "المفترض" هو محاربة إسرائيل، فليس في ذلك مشكلة لو كان نابعاً من إرادة لبنانية خالصة. قد يبدو القرار غير منطقي في ظل الظروف الراهنة، لكنه على الأقل سيكون انعكاساً لإرادة الشعب اللبناني. أما الحقيقة المؤلمة فهي أن هذا القرار لم يعد بيد لبنان، بل هو تنفيذٌ لأجندة إيرانية تخدم مصالح طهران قبل كل شيء.

 

وحين تحدث قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، لم يكذب أو يخدع، بل قال الحقيقة بوضوح وبدون مجاملات. لقد تحدث عن العلاقة بين إيران ولبنان "