الصحافة الحرة مستهدفة في غزة من قبل عدو نازي يدمن القتل وطمس الحقيقة
خاص مراسل نيوز
حتى الساعة فإن 50 صحافياً إستشهدوا منذ بدء عملية طوفان الأقصى والتي تحصد معها بشكل يومي مئات الشهداء من الأطفال والنساء والرجال ، ولعل هذا العدد الكبير في إستهداف الصحافيين من قبل الكيان الصهيوني إن دل على شيء فإنما يدل على المخاوف التي تعتريه من نقل الحدث ونشره عبر وسائل الإعلام بشكل يوثق جرائمه وحقده ضد الإنسانية الأمر الذي يقلب الرأي العام العالمي عليه ، إذ بات من المستحيل أمام هذه المشاهد القاسية والتي تنقلها شاشات التلفزة لأشلاء الأطفال والنساء ، أن يجد من يسانده وهو اليوم مطالب بالموافقة على هدنة إنسانية وإلا؟؟؟.
الصحافي وائل الدحدوح وبعد دفنه لإبنه وإبنته وزوجته وحفيده الذين إستشهدوا جراء القصف الإسرائيلي على المنزل الذي لجؤوا إليه حمل الميكروفون ومن أمام الكاميرا قال لآلاف المشاهدين " ليس أمامنا سوى أن نكمل رسالتنا" ، كلمات عميقة لا يمكن لأي إنسان أن يقولها بعد دفن جثث عائلته بيديه إلا ذلك المواطن الفلسطيني المؤمن بقضيته حتى الشهادة ، ولعل هذا أكثر ما يقلق العدو الذي لا يعرف بأي طريقة سيسكت " هذا الصوت" الذي ينقل الحقيقة لكل أصقاع الأرض، فهو قتل وإغتال الكثير من الصحافيين خلال عملية طوفان الأقصى وقبلها قتل شيرين أبو عاقلة والتي تميزت بطريقتها في نقل الحدث وتوصيفه بدقة مع كشف كل أهداف العدو حتى باتت أهم أهدافه.
كان الصحافي الذي ينقل صورة الأم الثكلى على شهيدها وصوت الأطفال الذي يصدح بكلمات " بابا وماما" أثناء نقلهم في سيارات الإسعاف وتصوير أروقة المستشفيات وهي تضج بالجرحى وجثامين الشهداء والدماء المنتشرة في كل مكان ، كان هذا الصحافي بالنسبة للجيش الإسرائيلي هدفاً أعمق من كتائب القسام أو حتى قادة حماس، ولهذا صب جام غضبه عليه فكانت هذه الأعداد الكبيرة في صفوف الصحافيين، وهو لطالما إستهدفهم سابقاً فإغتال غسان كنفاني وناجي العلي لأنهم حاولوا كشف جرائمه وما زال يطلق ناره على كل من يقول الحقيقة فهل سينجح ؟؟؟ الجواب حتماً لا طالما في فلسطين الفتى عبود إبن 16 عاماً والذي ينتظر الناس إطلالته لمعرفة آخر أخبار غزة بطريقة طريفة وإن غاب لفترة يصيب الناس القلق لمعرفة مصيره فيعود ليطمئنهم عليه ويكرر بأنه " أهم صحافي في العالم" طبعاً في فلسطين الكل مهم بشجاعته وصبره وصموده وحتى إستشهاده فكيف لعدو غاصب لا يملك من الإيمان والعقيدة والضمير والإنسانية ما يمنعه من ارتكاب جرائمه وتفريغ حقده اللامتناهي أن يصمد في وجه هذا الشعب الذي سيخلده التاريخ ويكتب فيه أعظم الملاحم.