أميركا وفشل سياسة بايدن في التعاطي مع الأزمات
بقلم عطالله وهبة
بعد ان حاصر الحوثيون البحر الأحمر لبناء شرعيتهم في اليمن على مناصرة القضية الفلسطينية و يريدون إعادة سيطرتهم على كل اليمن بفضلها، وجدت الصين فرصة إقتصادية ذهبية لإدخال اساطيلها البحرية لتحل مكان أساطيل النقل الاوروبية، دخلت شركة oocl الصينية التي اصدرت بيان بمقاطعة الشحن الى اسرائيل، دخلت لتحل مكان شركات الشحن الكبرى مثل MAERSK و CGMCMA و غيرها من الشركات الأوروبية التي اختارت عدم التنسيق مع الحوثيين في البحر الأحمر و زيادة التعرفة على عملائهم بالإستغناء عن طريق البحر الأحمر القصيرة و الرخيصة على اوروبا وسلوك القرن الإفريقي بدلاً عنها، كما دخلت شركة تايوانية اخرى EVERGREEN بعد ان اعلنت وقف الشحن لإسرائيل.
في ما يتعلق بالبحر الاحمر، يلاحظ ان الحصار الذي يفرضه الحوثيون لم يتسبب بعد في ارتفاع جنوني لسعر النفط، يعود ذلك الى إرتفاع التصدير الاميركي للنفط و تراجع حصة اوبيك + الى 51٪ من سوق الإنتاج العالمي مع اعلان أميركا خلال خمس سنوات عن قدرتها على انتاج 15 مليون برميل يوميا.
الإمارات متحمسة جدا لضرب الحوثيون و فرض سيطرتها على البحر الاحمر و تريد التعاون مع الأمريكان المتوثبين لذلك، يفرمل تلك الرغبة احجام السعودية عن اعادة فتح حرب اخرى مع اليمن جرّبتها لتسع سنوات و لم تؤد لأي نتيجة، بل حققت للإمارات سيطرة على الجنوب اليمني و موانئه دون اي مردود للسعودية، و تفضل المملكة التقارب الإيراني السعودي و التفاهم مع اليمن.كما ان التنافس الإقتصادي بين السعودية و الإمارات في اوجّه، و كذلك الغضب السعودي من المؤتمر المناخي، الذي تغيّب عنه وزير النفط السعودي، و الذي عدد ان التنقيب عن النفط الاحفوري يساهم في التغيير المناخي و لكن احجم المؤتمر عن اي ذكر لتغيير آليات العمل به ما ارضى السعودية مرحليا لكن لم يزيل قلقها من مقررات المؤتمرات اللاحقة للمناخ.
السعودية تريد التفاهم مع اليمن بعكس الإمارات، و مصر تتوجس من دور الإمارات في اثيوبيا و دعمها لأبي احمد ما افترض انه سيؤدي الى تفاهم صري حوثي مستقبلي و اعتراف مصري و سعودي لشرعية الحوثيين و محاولة سحب الحوثيين من ايران الى حضن عربي أوسع عماده السعودية و مصر لألف سبب و سبب يتعلق بالامنين القوميين المصري و السعودي و احداث 7 اكتوبر و إسرائيل.
ما اود استنتاجه و لا يمكن لمنشور ان يتحمل شرح اكثر استفاضة عليه، هو ان التواجد الاميركي في البحر المتوسط و البحر الأحمر بعد 7 تشرين لم يعط النتيجة الردعية المرجوة أميركيا في المنطقة، فلم ترتدع اذرع ايران من اليمن و سوريا و العراق و لبنان، بل ان التواجد الاميركي حقق "توازنًا صفريًا"، و حقق عدم توحيد الساحات في شكل كان من الممكن ان يكون اكثر اطّرادا انما لم يلغيها.
خرق بوتين العقوبات المفروضة عليه الى السعودية و الامارات، و اوصل الميغ 35 لايران و بدل ان يفك الأمريكان التعاون العسكري الايراني الروسي ،هو زاد. و بدل ان تفك اميركا تعاون اوبيك + مع روسيا، هو زاد.
هي سنة طويلة تحمل الكثير من ساعات وايام وأشهر الإنتظار حتى موعد الإنتخابات الأميركية، و فشل لإدارة بايدن اينما وجدت، من أوكرانيا حتى غزة و الصين و كوريا الشمالية و إيران.
لم يتمكن بايدن من تحرير أوكرانيا ،ولا ردع الصين عن تايوان و احتواء كوريا الشمالية و لا ردع ايران و اذرعها، ولا حل الدولتين، ولا إرساء التطبيع السعودي الإسرائيلي ،ولا فصل السعودية عن الصين، ولا ضمان حتى آمن إسرائيل ، و لا اتفاق نووي مع أيران، ولا احتواء الحوثي و الملاحة في البحر الاحمر.