دامت الأفراح في ديار الخامنئي!

بقلم مراسل نيوز

دامت الأفراح في ديار الخامنئي!

لا أحد مسرور بقدر الفرحة التي تعتري أئمة طهران في هذه المرحلة العصيبة المتوترة من مراحل الشرق الأوسط والعالم.قد تكون الضحكة وسع أشداق الإمام الخامنئي وقادة الحرس الثوري، وهم يتفرّجون، فجر اليوم، الى محطّات التلفزة تبثّ مشاهد القصف الأميركي – البريطاني – الدولي على صنعاء والحديدة وباقي المدن والمواقع اليمنية.فالأمور تسير بشكل متدحرج صوب الهدف المنشود:هزّ أباطرة العالم بانتظار الجلوس على طاولة المفاوضات، بعد أن تكون كلّ الجبهات قد فتحت، وتكون أميركا قد تورّطت – شاءت أم أبت – في وحول غزّة ولبنان وسوريا والعراق..وصولاً الى البحر الأحمر في اليمن.كلّ ذراع من الأذرع الفارسيّة تؤدّي مهمّتها بنجاح منقطع النظير، دون أن تسقط ولو شعرة واحدة من رأس النظام الإيراني.الكلّ يتقن دوره ويدفع الثمن راضياً بولائه الى المرشد الأعلى، وصولاً الى لحظة تسديد الفواتير، فيكون حاكم طهران جاهزاً للبيع والشراء مع "الشيطان الأكبر":هذه لي..وهذه لك.ويقفل المشهد الأخير على رابحين كبيرين هما واشنطن وطهران..ولا يهمّ من هم الخاسرون، كما لا تهمّ الخسارة حتّى ولو كانت بحجم تدمير قطاع غزّة بكامله، واستشهاد آلاف الغزاويين وتشريد الفلسطينيين بالملايين!

طهران تستثمر من بعيد في الجنوب اللبناني، في حركتي حماس والجهاد، في الحشد الشعبي العراقي، في فاطميي وزينبيي دمشق، ومؤخّراً في حوثيّي اليمن السعيد.تُشغل العالم بتحريك جميع الجبهات، تارة تحت شعار "القدس والأقصى الشريف"، وطوراً تحت شعار "وحدة الساحات"، مع الإستعداد التام لغسل يديها "من دم هذا الصدّيق" حين تدعو الحاجة أو المصلحة، كما فعلت تماماً بعد عمليّة طوفان الأقصى بقولها على لسان مرشدها الأعلى "لا علم لي.."، فتضطرّ قيادة حماس الى تكرار القول، كما فعل كذلك الأمين العام حسن نصرالله.كلّ دول العالم تعرف أنّ طهران هي التي تمسك بخيوط اللعبة الدائرة، ولكن لا أحد يحمّلها مسؤولية إدارة هذه اللعبة.كأنّ هناك تواطؤً ما، كأنّ هناك شراكة ما!

ماذا يملك الحوثيّون من قدرات عسكرية حتى يتجرّأوا على القرصنة المتكرّرة للممرّ التجاري الأكبر في البحر الأحمر، وهو الرابط الأساسي لحركة السفن التجارية ما بين الغرب والشرق.الجواب:لا يملكون سوى من العدّة والسلاح وأعمال القرصنة إلّا ما تطلبه منهم إيران.أميركا تعرف ذلك، كما تعرفه بريطانيا العطمى، وتعرفه الدول المشاركة في التحالف العسكري الناشئ الذي وجّه بالأمس حوالي 60 ضربة باتجاه الحوثيين..فلماذا التوجّه الى ذنب الأفعى، فيما المطلوب والأكثر فعاليّة وتأثيراً هو التوجّه إلى رأس تلك الأفعى المسمّاة إيران؟وهل يتوهّم الأميركيون والبريطانيون بأنّ الحوثيّ الرابض بين الصخور هو مَن يمتلك "قرار السلم والحرب" في البحر الأحمر، كما يتوهّم بعض اللبنانيين بأنّ حزب الله هو الذي يمتلك القرار في الجنوب، بعد أن أقرّت الدولة اللبنانية، على لسان رئيس الحكومة، بواقعية مؤلمة بأن لا سلطة لها على الحدود الإسرائيلية، من خلال التساؤل الشهير للرئيس نجيب ميقاتي مع الإعلامية سمر بوخليل "شو أنت جايي من كوراساو" في ردّه على سؤالها عن صاحب القرار في لبنان؟

إيران تلعب على المكشوف، غير مبالية بعدد الشهداء والضحايا.فهي أصلاً لم تسأل عن الجنرال قاسم سليماني، ولا عن القائد رضى الموسوي، ولا عن عشرات الغارات الإسرائيلية التي تستهدف قوّاتها وميليشياتها في سوريا..فهل يمكن لها أن تسأل عن 150 شهيداً لبنانياً، أو عن 10 ضحايا جرّاء القصف على صنعاء؟

ما يدور من حروب كبيرة (الجيش الإسرائيلي ومقاتلو حماس والجهاد)، ومن حروب صغيرة (الجنوب والحدود العراقية – السورية والبحر الأحمر) لا يغيّر شيئاً في صلب التوجّه الإيراني، والقاضي بالوصول من خلال كلّ هذا القتل والموت إلى الجلوس، وجهاً لوجه، مع الإدارة الأميركية لفكّ النزاع الأكبر بين البلدين الكبيرين، ومن ثمّ يمكن البحث في التفاصيل:الوضع الفلسطيني ومصير حماس، جنوب الليطاني وسلاح حزب الله، البحر الأحمر

والأزمة اليمنيّة..وفي الختام، الميليشيات الموزّعة بين الحشد الشعبي في العراق ومقام الست زينب في دمشق، إضافة إلى مصير حكم الرئيس السوري بشار الأسد، إذا ما اضطرّت الصفقة التاريخية إلى ذلك!

دامت الأفراح في ديار الإمام الخميني، ما دامت الأحزان في ديارنا وديار فلسطين والعراق وسوريا واليمن..ولنتذكّر:كما فدى نعليّ نصرالله في الضاحية الجنوبية، كذلك فدى نعليّ المرشد الأعلى في باقي الضواحي!