عملاء أمريكا واسرائيل والمخلصون في منطقة منذ عقود
بقلم عبد الحميد عجم
ولو انتقلنا إلى لبنان الآن. من هو عميل أمريكا وإسرائيل هناك؟ ربما ستقول لي إنها الشخصيات والأحزاب المعادية لحزب الله وإيران التي يتهمونها بأنها عميلة للسفارات الغربية في بيروت، ومتواطئة مع إسرائيل. لكن لو كانت تلك الشخصيات والأحزاب فعلاً عميلة، لكانت اليوم هي من تحكم لبنان وتتحكم بكل مفاصله. إذاً من هو العميل الحقيقي؟ طبعاً العميل الحقيقي هو المرضي عنه أمريكياً وإسرائيلياً وفرنسياً وهو من يسيطر على لبنان وهو من رسّم حدوده البحرية مع إسرائيل وعلى وشك أن يرسّم حدوده البرية، وهو معروف للجميع. دعك من العنتريات والخزعبلات الإعلامية، فلم يعد يشتريها أحد بقشرة بصل.
وفي العراق اليوم، من هو الحاكم الحقيقي؟ لا تقل لي إنهم الذين يعادون أمريكا وإسرائيل، بل إن الحاكم هو أدوات أمريكا. ومن يدعم أزلام إيران في لبنان ويمكنهم من رقبة اللبنانيين يدعم أزلامها في العراق ويمكنهم من رقبة العراقيين.
وفي اليمن من هو عميل أمريكا؟ أرجو ألا تقول لي إنها الجماعات التي تواجه الحوثيين، فلو كان خصوم الحوثيين فعلاً عملاء لأمريكا وإسرائيل لكانوا اليوم يسيطرون على اليمن ولكان الحوثيون في موقع الهاربين. وهذه من البديهيات. ولو كانت أمريكا فعلاً ضد تقوية الحوثي في اليمن لما سمحت بتدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين على مدى سنوات، إلا إذا كانت الكهرباء مقطوعة في البوارج والأقمار الصناعية والقواعد الأمريكية التي تراقب دبيب النمل في البحار والأجواء حول اليمن والخليج، ولم تر شحنات الأسلحة التي كانت تتدفق على الحوثيين على مدى سنوات.