"البشت بعد ورق الدشت"

بقلم رمزي نجم - خاص مراسل نيوز

"البشت بعد ورق الدشت"

لا لم ينتهي التطبيل للبشت الذي كان توقيته أيّامٍ قليلة بعد بيان دشت إنتهى بصورة للمعمورة على الثلج محفورة؛ و الدشت باللغة العربية هو قدر مُهْمَل من الورقِ و المقصود فيه البيان المكرر الشعبوي التجييشي الذي أعتاد عليه و ملّ منه الشارع المعارض لكن ما لا يعلمه الشارع أن هذا اللقاء ليس كاللقاءات التي سبقته فقد جاء الخميس الأوّل بعد السبت المفترض للقاءٍ المطلوب منه تحسين الإعراب بدل الإضراب. و أوّل المضربين كان الرئيس السنيورة الذي لم يلبّي دعوة وصلته على تطبيق واتساب لا تليق بموقعه الوطني كرئيس حكومة سابق و لا بشخص رجل في العقد التاسع من العمر و الجدير بالذكر أن ردّة فعله كانت بالسكوت تَيَمناً بقول الخليفة عمر بن الخطّاب: "أَميتُ الباطلَ بالسكوت عنه" فالسنيورة لم يكن الشخصيّة الوحيدة التي لم تحضر حيثُ تغيّب النائب بلال الحشيمي و النواب السابقون فارس سعَيد، أنطوان إندراوس، أحمد فتفت، و مصطفى علّوش الذي كان قد توافق مع معراب على الحضور بمعيَة بلال الحشَيمي يوم الجمعة السابق للإجتماع و لم تحصل تلك الزيارة حيث تلقيا رساله قصيرة و مختصرة جداً قبل ساعة من اللقاء تُعلم بإلغاء المَوعد دون أي تبرير ممّا دفع فتفت و سعَيد و علّوش و إندراوس على إصدار بيانهم الشهير للعلن معللين سبب عدم حضورهم ناهيك أن هذا الرباعي يشكل قيادتَي لقاء سيّدة الجبل و المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني و قد وصلتهم الدعوات على المستوى الشخصي دون المجموعات التي ينتمون إليها و من هنا يأتي السؤال إستطراداً؛ هل إذا حصلت و دعت سيّدة الجبل للقاء سياسي و أرسلت دعوة شخصية لسمير جعجع، فهل سيُلبّي إن لم تتم دعوة قيادة القوات اللبنانيّة؟ حصلت سابقة سنة ٢٠٢٢ حيث دعى السفير السعودي بإسمه الشخصي و عن المملكة العربيّة السعوديّة أعضاء سيّدة الجبل الدائمين فرداً فرداً بدعوات شخصيّة دون إستثناء على لقاء الأونيسكو حول الطائف و بعدها إلى إحتفال عيد المملكة سنة ٢٠٢٣؛ هو الذي حضر باكراً جدّاً وبعيداً عن الإعلام إلى منزل الرئيس السنيورة يوم الإثنَين الذي تلا لقاء معراب و لا داعي للتذكير بعلاقة المملكة الممتازة و سفيرها بالرئيس السنيورة و لا بد أن نذكر أن هذا اللقاء تمّ بوجود سعَيد وفتفت و إندراوس و الحشَيمي الغائبين الأكبر عن لقاء السبت كما شدد أن توجّه المملكة لبناني وطني و ليس سنّي معتدل و أكّد أنه من غير الصحيح إتهام المملكة السعوديّة تركها لبنان لمصيره.

فؤاد السنيورة بما يمثل و شخصيات أُخرى أبرزها أحمد فتفت تجري لقاءات دورية مع القوات اللبنانيّة بغية الوصول إلى أرضية وطنية مشتركة معارضة و جامعة مجتمعة حول وثيقة سياسية وطنية واحدة و هذه اللقاءات ستُتَابع رغم عدم حضور البعض إلى معراب و إعتراضهم على الدعوة التي اتت لمناقشة القرار ١٧٠١ دون مسوّدة متّفق مسبقاً عليها من الأطراف —كما كان يحصل في لقاءات ١٤ آذار— رغم الإعلان لاحقاً على لسان فادي كرم أن الهدف هو إنشاء جبهة سياديّة جديدة الشيء غير المذكور في الدعوة المُستغربة التي طالت بعض المسلمين الذين لم يتلقّوا دعوة على إفطار معراب منذ أقل من شهر مما يؤكد أن الدعوة كانت لضرورة الصورة فقط.

جهة الممانعة من جانها لم تعادي اللقاء بضراوة حيث أن هذا العداء يفيد المعارضة فكانت بعض أصوات الإمتعاض غير الجدّية و غير المباشرة منه فهم لن يعارضوا وجود ميشال الضاهر الذي إنتخب نبيه برّي كرئيس للمجلس حتى و لو جلس مع المعارضة فالعبرة دائماً بالخواتيم و بالصناديق و ليس بالصوَر و لعل تلاوة البيان من النائب وضّاح الصادق بغياب أشرف ريفي أكبر دليل أن الصورة كانت للضرورة و أن البيان دشت حتى لو لبِس البشت!