ماذا لو انقلب حسن نصر الله على إيران؟ سيناريوهات صادمة لمستقبل لبنان

بقلم عبد الحميد عجم

ماذا لو انقلب حسن نصر الله على إيران؟ سيناريوهات صادمة لمستقبل لبنان

ماذا لو قلب حسن نصر الله الطاولة؟

 

تخيلوا للحظة، لو أن حسن نصر الله، عقب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، اتخذ خياراً لم يتوقعه أحد. خيار أن يتحرر من عباءة إيران ويفك ارتباطه بـ"الحرس الثوري". ماذا لو قرر التخلي عن سلاح "حزب الله"، وأصبح قائداً لبنانياً خالصاً، يسعى لبناء دولة ذات سيادة حقيقية، حراً من تحالفات الخارج ومصالح الآخرين؟

 

لو حدث هذا، كيف كان سيبدو لبنان اليوم؟ بدلاً من أن يكون رهينة في صراعات إقليمية تمولها طهران، كان يمكنه أن يكون دولة مستقلة، تنعم بالسلام والازدهار. السيد نصر الله، لو اتخذ هذا المسار، لربما تحول إلى زعيم وطني شامل، لا قائداً لفصيل مسلح. زعيماً لكل اللبنانيين، يجمعهم تحت راية واحدة بدلاً من تعميق الانقسامات وزرع بذور الحروب المستمرة.

 

هذه ليست مجرد أحلام وردية، بل حقائق قائمة على قرارات تاريخية. ماذا لو اختار نصر الله أن يجعل مصلحة لبنان أولاً؟ من المحتمل أن يكون لبنان قد تجاوز أزماته المتكررة، وأنهى الفوضى السياسية والأمنية التي تعصف به. بدلاً من أن يكون جنازة نصر الله دفناً في سرية وغموض، كان يمكن أن تكون جنازته رمزاً وطنياً يُزار في وضح النهار، لا رمزاً لصراع عبثي تُجهل نهايته.

 

ولكن في الواقع، "حزب الله" ليس مجرد حركة سياسية، بل هو ذراع آيديولوجي موجه يخدم أجندة طهران. ومع ذلك، السؤال الذي لا مفر منه: ماذا لو اختار نصر الله طريقاً آخر؟ هل كان بإمكانه تغيير مسار التاريخ؟ هل كان يمكن للبنان أن يعيش حقبة جديدة من الاستقرار والازدهار بعيداً عن الحروب التي أرهقته؟ ربما، لو كان نصر الله قد انحاز للبنان، لكانت جنازته اليوم مزاراً وطنياً بدلاً من أن تكون مدفونة في الظلام.

 

ولكن مع اقتراب لحظة توقف المدافع، ستظهر أسئلة ثقيلة. كيف سيعيد "حزب الله" قراءة المرحلة بعد هذا الزلزال؟ كيف ستتشكل العلاقة بين قيادة الحزب وإيران بعد نصر الله؟ وكيف ستتعامل القيادة الجديدة مع المتغيرات الإقليمية والمحلية؟ خاصة إذا اقتضت الظروف تطبيق القرار 1701 بجدية ودوراً أكبر للجيش اللبناني جنباً إلى جنب مع قوات "اليونيفيل" في الجنوب.

 

قد يبدو هذا الحديث خيالياً، لكنه يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل "حزب الله" ولبنان. في لحظات الحروب الكبرى، تُكتب الفصول الجديدة من التاريخ. العواصف القاسية لا تُبقي على المواضعات القديمة، بل تفتح المجال لعالم جديد، لا يشبه ما كان قبلها. فهل سيكون لبنان مختلفاً بعد هذه الحرب؟ وهل ستهز العاصفة أسطورة نصر الله التي بناها طوال عقود؟