الجيش الإسرائيلي ينفّذ "عملية" في مستشفى الشفاء ويطلب إخلاءها... وارتفاع حصيلة الضحايا

الجيش الإسرائيلي ينفّذ "عملية" في مستشفى الشفاء ويطلب إخلاءها... وارتفاع حصيلة الضحايا

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مقتل رئيس مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن الداخلي بـ"حماس" في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

 

وقال إنَّ "القيادي في "حماس" فائق المبحوح كان يختبئ داخل مجمع الشفاء".

 

ويتعرّض محيط مجمع الشفاء الطبي لعمليات ‏قصف وإطلاق نار منذ فجر الإثنين، وفق ما أفاد شهود ‏ومصادر فلسطينية، في ما أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة ‏عمليته في أكبر مستشفيات القطاع.‏

وقال الجيش صباحاً إنَّه يواصل مع جهاز الأمن ‏‏(الشاباك) "تنفيذ عمليات دقيقة" في مواجهة مقاتلي "حماس" بعد ‏أن رصد "خلال الساعات القليلة الماضية إطلاق نار" من عدد ‏من مباني المستشفى. وتحدث عن اشتباكات وعن إيقاع "عدة ‏إصابات".‏

 

وأضاف الجيش في وقت سابق أن عمليته تستند إلى معلومات ‏تُشير إلى استخدام "مسؤولين كبار" من حماس للمستشفى.‏

 

وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في شمال قطاع غزة الإثنين ليرتفع إلى 250 عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في 27 تشرين الأول (أكتوبر) في قطاع غزة، وفق آخر حصيلة على موقعه الالكتروني.

وقال الجيش في بيان إنَّ متان فينوغرادوف (20 عاماً من القدس مقاتل في الكتيبة 932 لواء ناحال) قُتِل في شمال القطاع. من جهتها، قالت مصادر أمنية لـ"فرانس برس" إنَّ الجندي قتل في العملية التي أعلن الجيش أنه بدأها في مجمع الشفاء الطبي.

 

 وسجّلت عمليات قصف وإطلاق نار اعتباراً من فجر الإثنين ‏في محيط وعند أطراف مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ‏وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، بعد إعلان الجيش ‏الإسرائيلي أنه ينفّذ عملية في أكبر مستشفيات القطاع.‏

 

وهي المرة الثانية منذ اندلاع الحرب في غزة ضد حركة ‏المقاومة الإسلامية (حماس)، ينفّذ الجيش الإسرائيلي عملية في ‏هذا المستشفى. وسبق للدولة العبرية أن اتهمت حماس ‏باستخدام المنشآت الطبية غطاء لعملياتها، وهو ما تنفيه ‏الحركة الفلسطينية.‏

 

ارتفاع عدد الضحايا

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الإثنين ارتفاع الحصيلة ‏في قطاع غزة إلى 31726 قتيلاً و73792 جريحًا، منذ بدء ‏الحرب بين إسرائيل والحركة في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر).‏

وأكدت الوزارة في بيان أن 81 شخصا قتلوا وأصيب 116 ‏بجروح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء ‏الغارات والقصف الإسرائيلي، مشيرة الى أن الكثير من ‏الضحايا ما زالوا تحت الركام أو في الطرقات ويصعب ‏الوصول إليهم.‏وأعلن الجيش أنّه يُنفّذ عمليّة في منطقة المستشفى بشمال ‏القطاع، في وقت قال شهود في المكان لوكالة "فرانس برس" ‏إنّهم سمعوا دويّ قصف.‏

 

وأشار الجيش في بيانه إلى أنّ جنودا "يُنفّذون حاليا عمليّة ‏دقيقة في منطقة مستشفى الشفاء"، مضيفا أنّ "العمليّة تستند ‏إلى معلومات تُشير إلى استخدام المستشفى من جانب ‏مسؤولين كبار من إرهابيّي حماس".‏

 

 "كثافة النيران" ‏

وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن "نشوب ‏حريق على بوابة مجمع الشفاء الطبي ووجود حالات اختناق ‏بين النساء والأطفال النازحين بالمستشفى"، مؤكدة "سقوط عدد ‏من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ احد من ‏المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من ‏النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية".‏

على الأرض، تحدّث شهود عيان عن حدوث "عمليّات جوّية" ‏على حيّ الرمال حيث يقع المستشفى.‏

وقال سكّان في هذا الحيّ إنّ "أكثر من 45 دبّابة وناقلة جند ‏مدرّعة إسرائيليّة" دخلت الرمال. كما تحدّث البعض عن ‏‏"معارك" في محيط المستشفى.‏

وقال شهود عيان في مدينة غزّة إنّهم رأوا دبّابات تحاصر ‏موقع المستشفى.‏

 

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية عن سقوط قتلى وجرحى ‏بمجمّع الشفاء وبأن النازحين محاصرون بداخله. ‏

وأشارت وسائل إعلام الى اندلاع حرائق في بعض أجنحة ‏المستشفى بسبب القصف المدفعي الإسرائيلي، وحصلت ‏حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين بسبب الحريق ‏بمجمع الشفاء.‏

 

على الأرض، تحدّث شهود عيان لوكالة "فرانس برس" عن ‏حدوث "عمليّات جوّية" على حيّ الرمال حيث يقع المستشفى، ‏الأكبر في قطاع غزّة‎.‎

 

حماس: جريمة حرب

ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزّة العمليّة، ‏قائلًا إنّ "اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي بالدبّابات والطائرات ‏المسيّرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة ‏حرب".‏

 

وقالت حركة حماس إن ما يجري "جريمة جديدة يرتكبها جيش ‏الاحتلال الصهيوني المجرم"، وقالت إن "فشل المجتمع الدولي ‏والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان ‏بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير ‏العرقي التي يقترفها ضد شعبنا، والتي أحد أركانها تدمير ‏المنشآت الطبية".‏

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة ‏العالمية وغيرها من المؤسسات الأممية "بضرورة الوقوف ‏عند مسؤولياتهم لحماية ما تبقى من منشآت طبية في القطاع، ‏وتوثيق جرائم الصهاينة النازيين ضد القطاع الطبي، المحمي ‏بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني".‏

وخاطب الجيش الإسرائيلي السكّان عبر مكبّرات صوت، ‏طالبا منهم ملازمة منازلهم‎.‎

 

الطلب من السكان المغادرة

وفي وقت لاحق، طلب الجيش الإسرائيلي من جميع المدنيين المتواجدين في ‏حي الرمال ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه بالمغادرة فوراً ‏باعتبارها "منطقة قتال خطيرة"، وفق الناطق باسم الجيش ‏ومنشورات ألقيت من طائرة مسيرة على منطقتي الرمال ‏والنصر.‏

وعلى منصة "إكس" كتب الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي "نداء الى كل ‏المتواجدين والنازحين في حي الرمال وفي مستشفي الشفاء ‏ومحيطه: من أجل الحفاظ على أمنكم - عليكم اخلاء المنطقة ‏بشكل فوري غرباً ومن ثم عبر شارع الرشيد (البحر) جنوباً ‏إلى المنطقة الإنسانية في المواصي" على بعد نحو 30 كلم ‏من غزة جنوباً.‏

 

وألقى الجيش صباحاً منشورات موجهة الى سكان المنطقة ‏المحيطة بالمجمع الطبي التي وصفها بأنها "منطقة قتال ‏خطيرة‼" وقال إنه "يعمل بقوة في منطقة سكنكم ووجودكم"، ‏وحضّهم على المغادرة "بشكل فوري"، على أن يتجهوا نحو ‏البحر ومن ثم جنوباً حيث أعلن عن إقامة "منطقة إنسانية" في ‏المواصي الساحلية.‏

تعرّضت مبانٍ في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومحيطه ‏لعمليات قصف وإطلاق نار منذ فجر الإثنين، وفق ما أفاد ‏شهود ومصادر فلسطينية، فيما أعلن الجيش إنه ينفّذ عملية فيه ‏‏"بعد تعرضه لإطلاق نار" من داخل المجمع.‏

ولا تتوافر الى الآن حصيلة للقتلى أو الجرحى جراء هذه ‏العملية.‏

 وقال المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس إنّ مستشفى ‏الشفاء يتعرّض "للقصف"، مشيرا إلى أنّ "عشرات آلاف ‏النازحين" موجودون في المبنى‎.‎

وأوضح بيان الجيش أنّ القوّات الإسرائيليّة تلقّت "تعليمات ‏بشأن أهمّية العمل بحذر، بالإضافة إلى الإجراءات الواجب ‏اتّخاذها لتجنّب إصابة المرضى والمدنيّين والكادر الطبّي"‏‎.‎

وأضاف أنّ "أشخاصا يتحدّثون العربيّة أحضِروا إلى الموقع ‏لتسهيل التواصل مع المرضى"، مشيرا إلى أنّ "المرضى ‏والطاقم الطبّي غير ملزمين بالإخلاء"‏‎.‎

 

ونشر الجيش ما قال إنه مقتطف من مكالمة بين قائد مديرية ‏التنسيق والارتباط ومسؤول في وزارة الصحة في غزة، يؤكد ‏فيها المسؤول الإسرائيلي رصد "نشاطات عسكرية في ‏المستشفيات... ونحن حذّرنا منها في السابق".‏

ونفت الفصائل الفلسطينية الإثنين استخدام المستشفيات ‏لأغراض عسكرية.‏

وقالت في بيان "نؤكد كذب روايات الاحتلال وادعاءاته ‏الباطلة فالمشافي مؤسسات صحية مدنية لم تمارس منها أي ‏أنشطة تتعارض مع وظيفتها ومهامها المحددة وفق القانون ‏الدولي والإنساني".‏

واعتبرت أن "استهداف المشافي هو استكمال لحرب الإبادة ‏التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني"، وهدفه "عدم ‏توفير أي فرصة لنجاة الجرحى والمرضى وعلاجهم".‏

 

وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل هذا المستشفى في 15 ‏تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، وبات المرفق يعمل حاليا ‏بالحدّ الأدنى وبأقلّ عدد من الموظّفين‎.‎

وبعد تلك العمليّة الكبرى، قال الجيش الإسرائيلي إنّه عثر على ‏‏"ذخيرة وأسلحة ومعدّات عسكريّة" لحماس في مستشفى ‏الشفاء، وهو ما نفته الحركة الإسلاميّة‎.‎

وذكر الجيش الإسرائيلي أيضا أنّه اكتشف نفقا بطول 55 مترا ‏قال إنّه يُستخدم "لأغراض الإرهاب" تحت مستشفى الشفاء في ‏غزّة، داعيا الصحافيّين إلى تفقّده‎.‎

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، شنّ الجيش ‏الإسرائيلي عمليّات في مستشفيات عدّة في القطاع الفلسطيني. ‏وهو يتّهم حماس باستخدام المرافق الصحّية مراكز للقيادة‎.‎

وتقول الأمم المتحدة إنّ أقلّ من ثلث المستشفيات في قطاع ‏غزة يعمل حاليا، وبشكل جزئيّ فقط‎.‎

وتضرّرت 155 منشأة صحية في قطاع غزة منذ بدء الحرب، ‏وفق الأمم المتحدة‎.‎

وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب بين ‏إسرائيل وحماس، تستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع في ‏القطاع الفلسطيني المهدد بالمجاعة مع مقتل 31645 شخصا ‏منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بحسب وزارة الصحة‎.‎

ولجأ معظم النازحين بسبب الحرب، ويبلغ عددهم 1,7 مليون ‏نسمة بحسب الأمم المتحدة، إلى مدينة رفح الواقعة على ‏الحدود المصرية المغلقة والتي تتعرض لقصف إسرائيلي ‏يومي‎.‎

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد مجددا ‏تصميمه على اجتياح رفح التي يعتبرها آخر "معاقل" حماس، ‏قائلا إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس إن الهجوم ‏‏"ليس أمرا سنفعله تاركين السكان محاصرين فيها"، في حين ‏يخشى المجتمع الدولي تداعيات هذه العملية‎.‎