عجائب لبنان السبعة!
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
تكثر العجائب في بلد العجائب.في لبنان، نكاد كلّ يوم نشهد عجيبة:أشكال ومنوّعات وحوادث تكاد توقف شعر الرأس، لشدّة غرابتها ولشدّة مرورها مرور الكرام، كأنّ الناس قد سلّموا أمرهم لله، بأنّ البلد بلد العجايب..ونقطة نهائيّة على السطر.والمثير في الموضوع أنّنا لا نعرف من أين نبدأ، بمعنى:أيّ عجيبة تحتلّ المرتبة الأولى، وأيّها الثانية أو الثالثة، خاصّة عندما نعلم أنّه يمكن لعجيبة جديدة (غير شكل) أن تحدث في الفترة القصيرة الفاصلة ما بين كتابة المقال، وبين قراءته على مواقع التواصل..فلنعتمد العشوائيّة في الترتيب، وليختر كلّ قارئ أعجوبته المفضّلة:
-من سجن الشخصيات الخاصة في بعبدا لدى جهاز أمن الدولة، يهرب السجين المميّز داني الرشيد (وينفي مدير عام أمن الدولة العميد أمين صليبا أن يكون الفار مستشاره، بل هو مجرّد صديق)، علماً بأنّ قراراً قضائيّاً قد سبق هروبه وقضى بنقله مع باقي المساجين، وعددهم الإجمالي 60، إلى حبس روميه.نُقل 59 وسقط إسمه سهواً، كما جاء في تبرير المديريّة العامّة لأمن الدولة، إضافة إلى أنّ قراراً آخر بتهمته قد جرى تعديله تخفيفاً من جريمته..وعندما "حزّت المحزوزيّة" تمكّن من الفرار بقدرة قادر (أليس يسمّى هذا عجيبة؟) وصولاً إلى سوريا.ولكنّ حجم الفضيحة جعل الأمن العام يتمكّن من إسترداده من الأراضي السورية!
-رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ينتظر رئيسة حكومة إيطاليا جوفانا ميلوني (الشقراء الجذّابة) في باحة المطار على درج الطائرة.وعندما رأى أوّل سيّدة شقراء سارع إلى تقبيلها، فإذا هي حاملة حقائب الرئيسة التي عاد وقبّلها عندما هبطت..والسؤال:إذا كان ميقاتي يعرف ميلوني فكيف يقبّل غيرها، وإذا كان لا يعرفها فلماذا التقبيل؟
-في سابقة غريبة لم تشهدها وزارة التربية، اقتحمت رئيسة دائرة التعليم الثانوي بالتكليف دينا عثمان (زوجة شقيق المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان ثانوية المفتي الشهيد حسن خالد الرسمية، لتتسلّم مفاتيح الثانوية من المديرة سعاد القصاص، من دون أدنى مراعاة لطلاب قاصرين وذوي احتياجات خاصة.وكان المدير العام للتربية بالإنابة عماد الأشقر قد كلّف عثمان إدارة الثانوية وتسيير معاملاتها مؤقتاً، فيما لم تبلّغ القصاص بمصيرها وأين ستداوم بعد انتهاء عطلة عيد الفصح.عملية الإستلام تمّت بطريقة بوليسية، وبمؤازرة من القوى الأمنية وموظفَين من مديرية التعليم الثانوي، وليس وفق الأصول الإدارية لجهة تحرير محضر تسليم وتسلّم، وإجراء جردة بالموجودات.
-في الجنوب اللبناني يقوم "حزب" بمقام الدولة:قرار بالحرب، التعويض على المتضرّرين، التفاوض مع المبعوث الأميركي هوكشتين حول القرار 1701، تحديد موجبات القتال وهي "وحدة الساحات"، وشعار المعركة "في الطريق إلى القدس"..ومن ثمّ يقوم رئيس الحكومة ووزير الخارجية بالتبنّي الكامل لسياسة هذا الحزب، دون الرجوع لأيّ جهة رسميّة شرعيّة كمجلس الوزراء أو المجلس النيابي أو قيادة الجيش ووزير الدفاع!
-في دولة الإمارات لبنانيون موقوفون بتهمة الإرهاب والتدخّل في شؤون دولة أخرى.السلطات الإماراتية تتّصل بمسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق "الحاج وفيق صفا" وتستقبله للتفاوض حول مصير هؤلاء المساجين.السلطات اللبنانية، من أعلى الهرم إلى أسفله، لا يعرفون شيئاً، ويغمضون عيونهم "لا مين شاف ولا مين دري"!
-في الزاهريّة، تشتبك عائلتان بكلّ أنواع الأسلحة المرخّصة وغير المرخّصة.تسقط إصابات، وتقع خسائر فادحة في سيارات ومحلّات المواطنين.تنتهي "الحرب الصغيرة" بتبويس لحى بين المتخاصمين، برعاية أمنيّة، بلا قضاء ولا بلّوط..وعفا الله عمّا مضى وعن الخسائر التي لحقت بالناس!
-في البداوي، يقوم أهل قتيل باختطاف عمّ القاتل الذي جرى تسليمه فوراً للجهّات الأمنية المختصّة.يقوم المختطفون بتصوير فيديو وتوزيعه على وسائل التواصل، حيث يجرون محاكمة "العمّ" وتحضر – حسب الفيديو الموزّع – والدة الشاب القتيل لتعفو عنه بشرط عدم بقائه في المنطقة..وإلّا؟
وكذلك في دوحة عرمون، حيث يُقدِم عدد من المواطنين على ربط امرأة إلى شجرة بتهمة قيامها بعدد من السرقات، وبالحكم عليها بالتشهير والإهانات قبل تسليها إلى قوى الأمن!
سلسلة العجائب لا تنتهي، والخير لقدّام كما يقال، طالما أنّ الدولة إلى مزيد من الإنهيار وإلى مزيد من التفكّك والإنحلال!