كلّ الدروب إلى..الحرب!

خاص مراسل نيوز

كلّ الدروب إلى..الحرب!


يعيش لبنان في حيرة قصوى:حرب..أو لاحرب؟ تكاد تتساوى الفرص "فيفتي فيفتي".رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يبدو مطمئنّاً الى الإتصالات الدولية والعربية، بالرغم ممّا تحمله من تحذيرات خطيرة، ولكن هل هذا يكفي؟ إيران، كما حزب الله: تعطي إشارات متناقضة.تحذّر أميركا وإسرائيل من مخاطر الإستمرار في ارتكاب الجرائم ضدّ المدنيين في غزّة، مضيفة على لسان وزير خارجيتها عبارة "كلّ الإحتمالات واردة"، أي الحرب واردة واللاحرب واردة أيضاً.
وفي سياق التحليلات الباردة، يمكن الإستنتاج أنّ طهران لا يمكن لها أن تخوض مغامرة عسكرية غير مضمونة النتائج والتداعيات في ظلّ الوجود العسكري الأضخم والغير مسبوق في المنطقة:حاملات طائرات أميركية، بوارج بريطانية وفرقاطات إلمانية، إضافة الى القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة، وكلام المسؤولين العسكريين في واشنطن عن إرسال مزيد من جنود النخبة والمارينز الى المنطقة والى شواطئ البحر المتوسّط، عدا عن قول الرئيس جو بايدن، في زيارته الأخيرة الى تل أبيب، بأنّ إسرائيل هي الولاية 51 في سياق الولايات التي تتشكّل منها الولايات المتحدة الأميركية..كما يمكن لنا أن تستنتج بأنّ النظام الإيراني قد حقّق ما يريده من عملية "طوفان القدس"، فلماذا المغامرة بخسارة هذا الرصيد؟
في المقابل، تتزايد العوامل التي تقود الى رجحان كفّة الحرب المفتوحة:
-المعارك المحدودة في الجنوب تتزايد وتيرتها ويتزايد أعداد الشهداء في صفوف الحزب، حيث بلغ في آخر تعداد لهم حوالي 24 شهيداً، وهذا رقم مرتفع في ظلّ الكلام عن مناوشات بين الطرفين ترمي فقط الى إلهاء حوالي 150 ألف جندي إسرائيلي على جبهة الشمال، بدل توجّههم الى جبهة غزّة في الجنوب:هل يكتفي الحزب بهذا الدور إذا ما بدأ الغزو البرّي، وإذا ما تهدّد فعلياً وجود وكيان حركة حماس؟ هل يستطيع الحزب أن يبقى في لعبة الإلهاء دون الإنخراط الكلي، وهو الذي يملك آلاف الصواريخ التي يمكن أن تؤثّر عميقاً في طبيعة المعارك الدائرة حتى الساعة؟
-الوجود العسكري الأميركي في المنطقة قد يكون عامل ردع حقيقي يمنع إيران من المغامرة بقوّة حزب الله التي بنتها طوال ربع قرن من الزمن، وهو ما يفتح الباب على خسارة نفوذها في لبنان، وبالتالي في سوريا.قد تعدّ طهران للألف قبل إعطاء الضوء الأخضر للأمين العام حسن نصرالله..ولكن كيف تبرّر عدم حمايتها لحماس والجهاد المحسوبتين على حرسها الثوري بالكامل؟
-ما يقوم به الزعيم وليد جنبلاط من تحضيرات للنازحين في مناطق الجبل، مصرّحاً أنّ الدروز مستعدّون كلّ الإستعداد لاستقبال المهجّرين من جميع الطوائف والمناطق اللبنانية، في رسالة تطمين لأهل الجنوب والضاحية والبقاع، خاصة في ظلّ الإنقسام السياسي والطائفي والجغرافي في البلد.
-الحديث عن وصول مراسلين للوكالات العالمية الى بيروت وحجزهم لثلاثين غرفة في فندق فينيسيا، وهم عادة يحضرون بناء لمعطيات تشير الى احتمال نشوب نزاعات كبيرة في المنطقة.
حرب أو لا حرب، سيبقى هاجس كلّ لبناني، مع إزدياد ترحيل الدول الأجنبية لمواطنيها عن البلد، وربّما تكون بدايات الغزو البري هي الحدّ الفاصل للواقع وللهواجس!