"نصرالله والضغوط المتزايدة: خيارات محدودة في زمن التوتر"

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

"نصرالله والضغوط المتزايدة: خيارات محدودة في زمن التوتر"

يواجه نصرالله ضغوطًا متزايدة، إذ تقلصت خياراته الاستراتيجية بشكل ملحوظ. رغم سعيه لتجنب الانزلاق نحو حرب موسعة مع إسرائيل، وحرصه على حصر عملياته ضمن قواعد اشتباك محددة، تحت شعار "حرب الإسناد والمشاغلة" التي أطلقها بعد تصاعد الأحداث في السابع من أكتوبر، إلا أن الوقت أصبح عبئًا ثقيلًا على الحزب. فقدت قوى الحزب السياسية جزءًا مهمًا من قوتها بعد استهداف إسرائيل لقيادات بارزة، مما أوقعه في حالة استنزاف طويلة الأمد.

 

لا شك أن العودة إلى الوراء باتت مستحيلة، ووقف النار في غزة قد يتيح للطرفين فرصة للتراجع عن حافة الانفجار الأكبر، لكن ذلك يبدو غير متاح. وقد أكدت واشنطن، التي تلعب دورًا ضاغطًا في المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، على هذا الواقع. العملية الأخيرة التي نفذها الحزب ضد موقع للجيش الإسرائيلي، في ظل تصاعد الاشتباكات على الحدود، تعكس عدم رغبة الجانبين في التوقف أو أخذ نفسٍ عميق، مما يجعل البلاد مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما في ذلك خطر تصاعد الحرب.

 

ومع توفر المعطيات الحالية، يُظهر الحزب أنه سيقوم برد فعل مؤكد في الأيام المقبلة، وسيرفع من حدة خطابه، ولكنه لن يتجاوز الحدود المرسومة له، ولن يستدرج نحو توسيع النزاع كما ترغب إسرائيل.