"صراع الظلال: التكنولوجيا الإسرائيلية تُحدث زلزالًا في لبنان"،

بقلم عبد الحميد عجم

"صراع الظلال: التكنولوجيا الإسرائيلية تُحدث زلزالًا في لبنان"،

تتجلى الصورة بوضوح: الهجوم الإسرائيلي الأخير يمثل نموذجًا متطورًا من الهجمات التكنولوجية، حيث يستهدف بشكل أساسي قواعد وأعضاء «حزب الله» في لبنان. هذه الهجمة خلفت أثرًا نفسيًا عميقًا، بالإضافة إلى آلاف من القتلى والجرحى. ومن بين المصابين، السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، الذي وُجد في حوزته جهاز البيجر الخاص بـ«حزب الله».

 

يطرح هذا الأمر تساؤلات عديدة: هل ستكون هناك جولات أخرى من هذا النوع؟ هل سنشهد تفجيرات لأجهزة شخصية إضافية، أم أن الأمر سيؤدي إلى تصعيد عسكري مباشر في الجنوب اللبناني؟

 

الإجابة لا تزال غامضة، ولكن ما هو مؤكد أن الأذى الإسرائيلي الذي تعرض له «حزب الله» وبعض المدنيين اللبنانيين هو نكاية غير مسبوقة في تاريخ الصراع.

 

وفي هذا السياق، يبرز سؤال حيوي: ماذا عن إيران، الداعم الأول لـ«حزب الله»؟ هل اقتصرت الضغوط الإسرائيلية على الحزب وسفيره في لبنان، أم أن هناك إمكانية تكرار هذه الاستراتيجية في الأراضي الإيرانية؟

 

النائب الإيراني رضا حاجي بور أعلن عن تحذير مكتوب قدمه للرئيس الإيراني ووزراء الاتصالات والاستخبارات والخارجية بعد هذه الهجمات.

 

لقد أثبتت إسرائيل، رغم كل المواقف، أن لديها نفوذًا عميقًا في المنطقة، وتمتلك مفاجآت لم تُفصح عنها بعد، مما يجعل المستقبل غير محدد.

 

يجب أن نعيد التأكيد على ميزان القوى الذي يميل بوضوح لصالح إسرائيل عسكريًا واستخباريًا وتكنولوجيًا. الاعتراف بهذا الواقع قد يساعد في تقليل الأزمات والضحايا.

 

فهل يعني ذلك الاستسلام للإرادة الإسرائيلية، خاصة في ظل حكومة نتنياهو؟ بالطبع لا. بل يتطلب الأمر العودة إلى نهج عربي يركز على قضية فلسطين، بعيدًا عن استغلال إيران والمزايدات السياسية، والعمل على تشكيل جبهة ضغط عالمية ضد الانتهاكات الإسرائيلية من أجل تحقيق السلام.

 

الاعتراف بالواقع ليس علامة على الضعف، بل هو دليل على الحكمة والشجاعة. من الأفضل أن تُعتبر مدافعًا عن قضيتك، بدلاً من أن يُنظر إليك كشجاع وأنت تخسر كل شيء.