"نظّارتا" حسن نصرالله!!
خاص مراسل نيوز
في علم الحركات وتقاسيم الوجه، يشير نزع نظّارتيه عن عينيه وإعادتهما الى وجهه في عمليّة متلاحقة ولا شعوريّة، أنّ حديث الرجل يتراوح "ما بين الإرتباك..وبين عدم الإقتناع بما يقوله"، وهو ما ينطبق تماماً على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي نجح، دون شكّ، في شدّ آلاف المستمعين إليه عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة، ولكنّه لم ينجح في إقناع أحد (بمن فيهم مؤيّدوه والهتّافون وأهالي 57 شهيداً) بالأعذار التي قدّمها وكرّرها تباعاً في ترك غزّة وحدها تدفع ثمن "مغامرة شهداء الأقصى"، مكتفياً بالتهديد والوعيد لأميركا وأساطيلها وجنودها ومصالحها في المنطقة، بالإتّكال على حوثيّي اليمن وعلى الحشد الشعبي في العراق (لم يأتِ على ذكر دور القائد الممانع بشار الأسد)، ومكتفياً بما تفعله المقاومة الإسلامية في الجنوب من إلهاء عدّة فرق من الجيش الإسرائيلي كان يمكن لها أن تذهب للقتال على جبهة غزّة، وكأنّ الجبهة تتّسع لمئات الآلاف من الجنود دفعة واحدة!
أمّا السؤال عن أسباب ظهور الرجل إعلامياً، طالما أنّه لا يمتلك جديداً يقوله للجمهور المؤيّد والمعارض، فيمكن القول أنّه كان مضطرّاً لذلك للأسباب التالية:
-هناك 57 شهيداً في معارك لا تقدّم ولا تؤخّر في مجريات حرب الإبادة التي تطحن غزّة، بشراً وحجراً، برّاً وجوّاً وبحراً ، ما يفرض عليه أن يطلّ على أهالي هؤلاء الشهداء، وعلى المقاتلين على الحدود، محاولاً التبرير والتفسير من جهة، ومحاولاً شحن هِمم المرابضين تحت رحمة الطائرات الإسرائيلية المسيّرة والتي تكاد تصطاهم كالعصافير، وهم في عمر الورود والشباب!
-هناك ضغوط واسعة لدى الرأي العام اللبناني والفلسطيني والعربي الذي بات لا يجد تفسيراً لترك غزّة تحترق وحدها دون مؤازرة جدّية من طهران أوّلاً، ومن ذراعها الأقوى أي حزب الله ثانياً، ومن أذرعها الأخرى وخاصة جبهة الجولان ثالثاً وأخيراً..وقد ردّ على هذه التساؤلات بأسلوبين فارغي المحتوى:الإشادة ببطولات مقاتلي حماس وأهل غزّة..وبالهجوم الإستعراضي على الوجود الأميركي في البحر المتوسط!
-بات غيابه عن الظهور الإعلامي لأكثر من 3 أسابيع من بدء الحرب، مكتفياً بأفلام هيتشكوك المسلّية، يثير العجب والإستغراب، علماً بأنّه من محبّي الظهور الإعلامي المتكرّر، الى درجة أنّه كان يصطنع المناسبة حتّى يطلّ على شاشات التلفزة أمام الحشود المتحمّسة!
خطاب نصرالله لم يأتِ بجديد.فالأساطيل الأميركية قد فعلت فعلها في الموقف الإيراني، وهو ما انعكس "بردى وسلاماً" في كلام الأمين العام، الجندي الوفي في جيش الخامنئي!