7 دقائق مع لودريان!

بقلم مراسل نيوز

7 دقائق مع لودريان!

 

كما أزالت إيران، على لسان قائد الحرس الثوري، إسرائيل بسبع دقائق ونصف الدقيقة، كذلك حاول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن يزيل النفوذ والتدخّل الفرنسيين في الشؤون الداخلية اللبنانية بسبع دقائق فقط، وهي المدّة التي استغرقها اللقاء مع المبعوث الفرنسي لودريان، والذي انتهى على عجل بسبب التوتّر حول موضوع التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، دون أن يشرح لنا "حامي الحقوق المسيحية" ما يلي:كيف يمكن إعتبار الكلام حول أهمية البحث في منع الفراغ في قيادة الجيش "شأناً داخلياً"، فيما البحث في ملء الشغور في رئاسة الجمهورية متاحاً ومشرّعاً لكلّ أنواع المبعوثين، من أميركا الى فرنسا وقطر والسعودية ومصر، دون أن نغفل التدخّلات غير المباشرة لكلّ من طهران وموسكو وبكين؟

جبران باسيل "شرّ مطلق" تماماً كما عاش حياته ميشال عون ملأى بالحروب التي جرّت الويلات الى لبنان، وصولاً الى سدّة الرئاسة التي من خلالها قضى على ما تبقّى من حقوق اللبنانيين وحقوق المسيحيين.لم يبقَ من البلد إلّا الفتات، وها هو "الصهر المدلّل" يقضي على هذا الفتات، من خلال إمساكه من جهة بالقرار التنفيذي في الحكومة وفي وزارة الدفاع، ومن جهة أخرى من خلال حاجة حزب الله (الممسك بخناق البلد) الى التغطية المسيحية للإستمرار بهذا الإمساك، تاركاً لباسيل فرصة اللعب كما يشاء في المساحة الفارغة من السلطة في البلد، حيث لا تتأثّر هيمنته ولا تتضرّر مصالحه!

من هنا، يجوز السؤال:هل يتضرّر أم يستفيد حزب الله من الفراغ في قيادة الجيش، طالما أنّ الصراع حول هذا المركز يدور حصراً بين المواقع المسيحية، أي بين باسيل من جهة، والبطريرك الراعي مع القوات والكتائب من جهة أخرى..وكيفما اتّجهت الرياح يستطيع أن يتبرّأ من النتائج؟ فإذا حصل التمديد وخسر باسيل، لا ملامة تقع على عاتقه، ولا يستطيع باسيل أن يتّهمه بالتخلّي عن "حليف مار مخايل" في الليلة الظلماء..وإذا ما خسر الراعي وجعجع والجميل معركة التمديد، لا يمكن لهم أن يوجّهوا أصبع الإتهام نحوه، فهو لم يكن ليمانع في بقاء الجنرال عون في مركزه لستة أشهر أو لسنة كاملة، وليس هو من فرّط بصلاحيات رئيس الجمهورية في تعيين قائد جديد للجيش:أهل الطائفة هم زرعوا، وأهل الطائفة هم الذين يحصدون!

حزب الله يلعبها "صح"، ولكن ماذا عن إستعداد التيار الوطني الحر للمساس بكلّ المحرّمات والقوانين واعتبارات الأمن والسلام في عقر الطائفة المارونية وفي البلد؟

لا شيء يردع باسيل.لماذا كي يهتم بالفراغ سنة أو سنتين في كرسي بعبدا، والأمر ليس بالجديد عليه.فقد سبق أن بقي البلد مدّة سنتين و7 أشهر في حالة شغور إلى أن استسلم الجميع، وخرج ميشال عون رئيساً متوّجاً لستّ سنوات من قلب معراب، وسط تصفيق سمير وستريدا جعجع ومعظم قيادة القوات اللبنانية..

وكما في الرئاسة الأولى، كذلك في الحاكمية الأولى:لا تعيين بدل الحاكم السابق رياض سلامة، ولو سقط المركز المالي الماروني في قبضة "العدو اللدود" رئيس المجلس نبيه برّي من خلال الحاكم الجديد وسيم منصوري:المهمّ أن يسجّل إنتصاره على من خرج عن بيت الطاعة..

واليوم، يدير معركة قيادة الجيش ولو سقط الموقع الماروني في يد رئيس الأركان من الطائفة الدرزية، أو االترتيب حسب الأقدمية ولو كان ضابطاً إداريّا ما لا يؤهّله لقيادة مؤسسة كمؤسسة الجيش التي طالما وصل إليها من يسمّون ب "ضبّاط الميدان"..

7 دقائق، خرج بعدها لودريان خالي الوفاض وخالي الأمل بقدرة القيادات اللبنانية على الإحساس بالمسؤولية تجاه البلد في هذه الظروف المصيرية:المهمّ أن يسجّل باسيل إزاحة جوزيف عون من قائمة منافسيه على رئاسة الجمهورية غير عابئ، من قريب أو من بعيد، بما يمكن تسميته عن حقّ وحقيق "خراب البصرة".

روما تحترق، البصرة تخترب، الوطن ينهار:لا يهمّ..طالما أنّ جبران باسيل يسجّل إنتصاراته، ولو فوق "جثّة"!