تيار سياسي جديد في لبنان: خطوة إنقاذية في وجه الأزمة الإنسانية
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
وسط أجواء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، يتخبط لبنان في أزمة إنسانية غير مسبوقة. فبعدما تجاوز عدد القتلى حاجز الـ 3,000 شخص، وبلغ عدد المصابين نحو 13,500، يواجه الشعب اللبناني تدميرًا هائلًا طال المدن والقرى، ونزوحًا قسريًا لمليون مواطن هربًا من الخطر.
هذه الحرب، وإن لم تكن الأولى من نوعها، إلا أنها تفضح بشكل صارخ عجز النظام السياسي اللبناني عن حماية المواطنين وتوفير حياة كريمة لهم بعيدًا عن دوامة العنف. ومن هنا تبرز الحاجة الملحة لتأسيس تيار سياسي جديد، تيار يحمل رؤية وطنية تستند إلى حماية الإنسان اللبناني وتحقيق رفاهيته، بعيدًا عن أجندات الأطراف الإقليمية التي حولت لبنان إلى ساحة لصراعات لا مصلحة للبنانيين فيها.
لماذا ينبغي تأسيس تيار سياسي جديد؟
أصبح لبنان منذ سنوات طويلة رهينة لطبقة سياسية غرست جذورها في تحالفات إقليمية ودولية، لا تقيم وزنًا لمصلحة اللبنانيين بقدر ما تسعى لتحقيق أهداف خارجية. تيار سياسي جديد ومستقل عن هذه المحاور سيجسد إرادة الشعب اللبناني في العيش بسلام ضمن دولته، خالية من التدخلات الخارجية التي تقوده نحو الفوضى.
يجب أن يضع هذا التيار أهدافًا واضحة تتمحور حول بناء دولة سيادية، تكون فيها سيادة لبنان فوق كل اعتبار، وتتجاوب مع تطلعات الشعب للأمن والاستقرار والازدهار. وعليه أيضًا أن يعمل على إيجاد أرضية مشتركة تجمع اللبنانيين من مختلف الأطياف والمناطق، متجاوزًا القيود الطائفية التي تعرقل تطور الدولة وتؤجج الانقسامات الداخلية.
رؤية مستقبلية للبنان
إن وجود تيار سياسي وطني، مستقل وقوي، قادر على قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الاستقرار وبناء دولة تحمي جميع مواطنيها، أصبح أمرًا ضروريًا. هذا التيار سيعيد للبنانيين ثقتهم في نظامهم السياسي، ويمنحهم أملاً حقيقياً في مستقبل آمن بعيد عن أجندات الأطراف المتنازعة.
تأسيس هذا التيار قد يكون فرصة نادرة للبنان كي يعيد صياغة هويته السياسية ويحقق تطلعات شعبه بعيداً عن مغامرات الآخرين. في ظل هذه الكارثة الإنسانية، لن يكون هذا التيار مجرد بديل، بل ضرورة وطنية لإنقاذ لبنان من دوامة الصراعات وتجنيبه الانهيار الكامل.