فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان "للتشاور"... وباكو تندّد
نددت أذربيجان الاربعاء بـ"ضغوط" وتهديدات" تمارسها فرنسا على حد قولها، بعد أن استدعت باريس سفيرتها لدى باكو واتهمت الدولة الواقعة في منطقة القوقاز بالإساءة للعلاقات الثنائية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ايخان حجي زاده إن "الجانب الأذربيجاني أكد مرارا لفرنسا إن لغة التهديد والضغوط لن تفضي إلى نتيجة، ويعلن مرة جديدة أنه سيتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه القومية".
ومساء الثلثاء، أعلنت فرنسا أنّها استدعت سفيرتها لدى أذربيجان "للتشاور" وذلك بسبب مواصلة باكو "في الأشهر الأخيرة اتّخاذ إجراءات أحادية تلحق الضرر بالعلاقات" بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنّ الرئيس إيمانويل ماكرون "استقبل اليوم سفيرتنا بهذا الصدد. وأعرب عن أسفه لإجراءات أذربيجان وأمل أن يوضح الجانب الأذربيجاني نواياه".
والعلاقات بين فرنسا وأذربيجان متدهورة منذ أشهر، إذ اتّهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف باريس بدعم أرمينيا في النزاع الإقليمي بين يريفان وباكو حول منطقة ناغورني كراباخ.
وأضاف البيان: "تجدّد فرنسا دعمها لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا باحترام القانون الدولي ووحدة أراضي البلدين. هذا التطبيع سيفيد كلا البلدين والمنطقة بأسرها".
وأرمينيا وأذربيجان جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان خاضتا حربين، الأولى في تسعينيات القرن الماضي والثانية في 2020، للسيطرة على جيب ناغورني كراباخ.
وفي أيلول (سبتمبر) شنّت باكو هجوماً خاطفاً على الجيب وضع حدّاً لحكم انفصالي أرميني استمر ثلاثة عقود.
وخلال العملية العسكرية التي اقتصرت على يوم واحد، سيطرت أذربيجان على الإقليم، ما دفع الغالبية العظمى من سكّانه الأرمن، أي نحو 100 ألف من أصل السكان البالغ عددهم 120 ألفا، إلى اللجوء لأرمينيا.
ومؤخرا أعربت باكو ويريفيان عن رغبتيهما في تطبيع علاقاتهما.
وأعربت فرنسا التي تستضيف جالية كبير من أرمن الشتات، عن استعدادها للمشاركة في جهود الوساطة بين باكو وباريس، مع إبداء دعمها الراسخ لأرمينيا.
وفي أوائل نيسان (أبريل)، أعربت باريس عن أسفها لتمديد باكو التوقيف الاحتياطي لمواطن فرنسي متّهم بالتجسّس.
وأعربت السلطات الفرنسية في مناسبات عدة عن رفضها "القاطع" لهذا الاتهام.
وبعد ثلاثة أسابيع على توقيفه، أعلنت باكو طرد اثنين من الدبلوماسيين الفرنسيين، قبل أن تعلن فرنسا في اليوم التالي عن إجراء مماثل ردّاً على الخطوة الأذربيجانية، في ذروة توتر في العلاقات الثنائية.