نعيم قاسم: وجه الإرهاب الجديد في عباءة مستهلكة

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

نعيم قاسم: وجه الإرهاب الجديد في عباءة مستهلكة

حين يتكلم نعيم قاسم، لا يتحدث رجل دين أو زعيم سياسي، بل يتحدث لسان الإرهاب ذاته. ذلك الإرهاب الذي يحمل السلاح في يد، ويطلق الخطابات التحريضية في اليد الأخرى. قاسم، الذي لم يعرف يوماً فنّ السياسة، يُثبت مرة بعد أخرى أنه نسخة رديئة من حسن نصر الله، يفتقد الكاريزما والشرعية وحتى الجرأة على الابتكار. لا يملك سوى ورقة واحدة: استعداء العرب، ومهاجمة دول الخليج، وتبرير تاريخ حزب الله الإرهابي.

 

الإرهاب بصوته لا بسلاحه فقط

 

خطابه الأخير كان فضيحة أخلاقية وسياسية مدوية، لا فقط بحق دولة الكويت التي أساء لها بتصريحات كاذبة، بل بحق كل لبناني حرّ، يرفض أن يُنسب إليه هذا النوع من الوقاحة الخطابية والتزوير التاريخي.

 

قاسم، الذي يمجّد القتلة كأنهم قديسون، ويدافع عن أسماء مثل مصطفى بدر الدين وعماد مغنية، لا يقدّم خطابًا سياسياً، بل يقدم وثيقة اتهام جديدة تثبت أن حزب الله ليس حزباً سياسياً، بل تنظيم عسكري إرهابي يتخفى وراء عمائم وخطب ملوّثة.

 

من الكويت إلى الشام: سجل دموي لا يتوقف

 

ما قاله عن سجن بدر الدين في الكويت لا يستحق حتى الرد، لأن الدولة لا تهتز من أصوات مأجورة تتغذى على المال الإيراني والخرافة الدينية. لكن ما يستحق الوقوف عنده هو: لماذا يعيد حزب الله فتح دفاتر الدم؟ ولماذا الآن؟ والجواب واضح: لأن الإرهاب حين يضعف، يصرخ.

 

حزب الله: تنظيم خارج عن القانون الدولي

 

العالم لا يحتاج أدلة جديدة لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية. الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، مجلس التعاون الخليجي، دول أميركا اللاتينية وحتى بعض الدول الأفريقية وضعته على لوائح الإرهاب بسبب سلوكياته وممارساته العابرة للحدود: من تجارة المخدرات وغسل الأموال، إلى التدريب العسكري للمليشيات، إلى تفجيرات بوينس آيرس والكويت والبحرين واليمن وسوريا والعراق ولبنان نفسه.

 

فكيف يمكن للبنانيين أن يصمتوا، وقد أصبح ممثل هذا التنظيم يتحدث باسمهم وهو يحمل في كلماته رائحة البارود لا عبق الدولة؟

 

لبنان رهينة إرهاب "شرعي"

 

نعيم قاسم ليس مجرد نائب للأمين العام، بل هو الواجهة الجديدة للإرهاب الناعم: خطاب ديني محشو بالكراهية، ومحاضرات سياسية مغمّسة بالتحريض الطائفي، وإصرار أيديولوجي على أن لبنان لا يكون إلا قاعدة للمشروع الإيراني في المنطقة.

 

لبنان رهينة. نعم، رهينة تحت سلاح حزب الله، ورهينة تحت خطاب رجل فقد بوصلته وراح ينفخ في نار الحرب الأهلية والكراهية العربية.

 

الخلاصة: لا سياسة مع الإرهاب... لا حوار مع نعيم قاسم

 

على المجتمع الدولي أن لا يتوهم أن في حزب الله "جناح سياسي" يمكن محاورته. وعلى العرب أن يفهموا أن من يتطاول على الكويت اليوم، سيتطاول غداً على مكة والرياض وعمّان والقاهرة.

 

نعيم قاسم هو صوت من لا صوت لهم... لأنهم أدوات مشروع دموي لا يعترف بوطن ولا حدود.

ولا بد من أن يقال بوضوح:

نعم، حزب الله تنظيم إرهابي.

نعم، نعيم قاسم مُحرّض إرهابي.

ونعم، لبنان لن يُشفى إلا إذا تحرّر من هذا السرطان.