من بيروت إلى الجنوب: أحمد الحجار يكتب تاريخ السيادة بالأفعال!
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

في زمنٍ تُختبر فيه الدول بمؤسساتها، وتُوزن الأقوال بميزان الأفعال، خرج وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار من بين ركام التشكيك والفوضى، ليكتب صفحة جديدة في كتاب الثقة الوطنية. نعم، لقد فعلها الرجل ـ وبدون ضجيج. أعاد تنظيم انتخابات بيروت وزحلة والجنوب إلى نصابها، وأثبت أن "رجل القانون" ليس مجرد وصف، بل هو التزام وشرف وسلوك.
لم يكن مشهد الانتخابات في العاصمة إلا مرآة لانضباطٍ غير مسبوق. في بلد اعتاد على الفوضى، جاءت بيروت هذا السبت لتشهد على تنظيم نموذجي، خالٍ من الفوضى، محصن أمنيًا، ومحاط بثقة الناس. شكراً أحمد الحجار، لأنك لم تتحدث عن الشفافية فقط... بل مارستها.
في زحلة... دولة تُولد من جديد
تصريحات الحجار من سرايا زحلة كانت أكثر من تطمينات: كانت بياناً سياديًا. حين قال إن "عدد الشكاوى قليل والعملية ممتازة"، لم يكن يُجامل، بل ينقل حقيقة سُجلت بالصوت والصورة. القوى الأمنية التي وُجهت إليها الشكر لم تكن تحرس فقط صندوقاً انتخابيًا، بل تحرس الحلم اللبناني في استعادة ثقته بمؤسساته.
الجنوب ليس ساحة اختبار... بل ساحة قرار
الرسالة الأهم جاءت من الجنوب، حيث كان يمكن للخوف أن يتسلل، لولا أن الحجار واجهه بجملة تهزّ الوعي العام: "لبنان لا ينتظر الضمانات من العدو، بل هو من يعطي الضمانات لأبنائه." أي كبرياء هذا؟ أي سيادة هذه؟ إنها لحظة نادرة في السياسة اللبنانية، حين ينطق وزير بكلمات تشبه دماء الشهداء، وتحمل ذاكرة الأمة لا مجرد سياسة.
رجل المرحلة بامتياز
لم يُزايد، لم يتبجّح، لم يتورّط في الاستعراض. أحمد الحجار فعل ما لم يفعله كثيرون قبله: أدار عملية انتخابية في زمن مشحون، وأخرجها بأقل الأضرار، وأكثر المكاسب السيادية والإدارية. هو ليس مجرد وزير، بل نموذج لرجل الدولة النزيه، الحازم، والهادئ في زمن الانهيار.
اليوم، لن نقول فقط شكراً أحمد الحجار.
بل سنقول: هكذا يكون رجل القانون، وهكذا تُبنى الدول.