نواف سلام... حين يصبح الاعتدال موقفًا، وتصبح الدولة مشروعًا لا شعارًا

خاص مراسل نيوز

نواف سلام... حين يصبح الاعتدال موقفًا، وتصبح الدولة مشروعًا لا شعارًا

في بلدٍ اعتاد أن يخرج من أزمة ليدخل في انهيار، ينهض اسم نواف سلام لا كـ"مرشّح"، بل كـ"مرآة".

مرآة لشعب كتم صوته طويلًا، لطائفة راهنت على الدولة ودُفعت إلى الهامش، لوطنٍ يبحث عن قيادة لا تتبدّد في صفقات الداخل ولا تُدار من الخارج.

 

منذ اغتيال رفيق الحريري، والزعامة السنّية تتخبّط بين العزلة والارتهان.

أما اليوم، فاسم نواف سلام يخرج من الظل... لا ليملأ فراغًا، بل ليعيد الاعتبار لفكرة الدولة.

 

"الزعيم الذي لا يُشترى"

 

لم يحمل نواف سلام بطاقة حزبية، ولا ارتدى قناع الإجماع المصطنع.

لم يتكئ على إرث عائلي ولا على شبكة زبائنية.

لكنه كان دائمًا هناك: في المحافل الدولية، صوتًا نظيفًا باسم لبنان. وفي ذاكرة الاعتدال، رمزًا لما يمكن أن يكون عليه رجل الدولة.

 

هو ابن الطائفة السنّية، نعم،

لكنّه لم يسجن نفسه في خطابها.

هو من جذور بيروت، لكنه لم ينسَ عروبة هذا المشرق، ولا قضيته الأولى: فلسطين.

 

نحن أبناء الطائفة السنّية، التي لم ترفع سلاحًا، ولم تصنع ميليشيا، ولم تساوم على الجمهورية.

لسنا طائفة تريد استرداد "دور"، بل طائفة تريد إعادة تعريف "الزعامة":

لا بوصفها تسلّطًا فوق الدولة، بل التزامًا بقيَمها.

 

ولهذا نراك، نواف سلام، لا مرشّح توافُق، بل مرشّح قناعة.

لا عنوان "مرحلة"، بل مشروع "نهضة".

 

لبنان اليوم لا يحتاج إلى مساوم.

ولا إلى واجهة جديدة لمنظومة قديمة.

 

لبنان يحتاج إلى من يقول "لا" حيث تهافت الجميع على "نعم".

إلى من يعلن أن الحياد في وجه الخطر... خيانة.

وأن الصمت أمام الميليشيا... تواطؤ.

وأن الدولة ليست شعارًا بل نظامًا لا يقبل القضم

 

نواف سلام، العالم يسمعك... والناس معك

 

في زمن الانقسام، نريد من يوحّد.

في زمن الطائفية، نريد من يعلو فوق الطائفة ليخدمها لا ليرتهن بها.

وفي زمن الفساد، نريد من نعلم أين كان، وأين سيبقى.

 

نواف سلام، أنت فرصة نادرة في زمن الفرص المستهلكة.

فرصة لنعيد الاعتدال إلى قلب المعادلة، لا كضعف... بل كقوة عاقلة.

 

**من رفيق الحريري إلى نواف سلام...

 

الزعامة تعود إلى أصلها:

شرف الموقف لا صفقة المنصب.

 

أيها القاضي والدبلوماسي، ابن العاصمة والجامعة،

صوتك ليس فقط أمل السنة، بل أمل الدولة نفسها.

تقدم، تكلم، ارفع السقف، واصرخ بصوت العقل.

لبنان يحتاجك اليوم... لا مجرد رئيس، بل قائد مرحلة وطنية.