من قرطبا إلى حاكمية مصرف لبنان... هذا الرجل ليس عادياً

إلى متى سنبقى أسرى التسويات؟

إلى متى تظل الكفاءات رهينة المحاصصات، ويتحول مصير وطن بأكمله إلى ورقة مساومة على طاولة السياسيين؟

في زمن الانهيار الكامل، لا مكان للمجاملات. وفي لحظة وطنية حرجة كالتي نعيشها، لا بد أن نرفع الصوت عاليًا: لبنان لا يحتاج حاكماً لمصرف لبنان، بل يحتاج قائداً مالياً بصلابة الرجال وشفافية الدول... يحتاج كريم سعيد.

في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، يُتداول بقوة اسم كريم أنطون سعيد كمرشح أول لتولي هذا المنصب المفصلي، إلى جانب إدي الجميل وجميل باز، ضمن لائحة رفعها وزير المال ياسين جابر.

لكن دعونا نكون صريحين مع الناس: الفرق شاسع بين التكنوقراط وبين من يحمل مشروعاً إنقاذياً حقيقياً.

كريم سعيد ليس مجرد خبير مالي. إنه مهندس استراتيجيات اقتصادية، تولّى بين عامي 2000 و2006 منصب المدير العام للخدمات المصرفية الاستثمارية العالمية في بنك HSBC – الشرق الأوسط، حيث أدار أصعب عمليات الخصخصة وأكثرها حساسية في المنطقة. لكن الأهم... أنه لم يغادر فكرة "لبنان" من قلبه.

في عام 2023، وعبر Growthgate Equity Partners، أطلق دراسة إصلاحية تاريخية للنظام المالي اللبناني، بإشراف البروفيسور العالمي ريكاردو هوسمان من Harvard Kennedy School. دراسة بحجم دولة... كتبها من أجل لبنان، لا من أجل موقع.

وأقولها بوضوح: نحن بحاجة إلى رجال من نوع كريم سعيد.

رجال لا يدينون بالولاء إلا للعلم والخبرة والشفافية.

رجال لا تنكسرهم الصفقات، ولا يُشترَون بالمناصب.

رجال من بيئة جبلية، سياسية، نظيفة... كما عرفته أنا، وكما يليق بلبنان.

لقد أضعنا سنوات من أعمارنا ننتظر الخلاص. واليوم، لا عذر لنا.

إذا فوّت اللبنانيون هذه الفرصة، فسنكون نحن، لا الطبقة السياسية فقط، شركاء في الانتحار الجماعي.

كريم سعيد ليس مرشحاً... إنه فرصة وطن.