جوزف عون: الرئيس الذي استعاد الجمهورية من بين أنياب المافيا

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

جوزف عون: الرئيس الذي استعاد الجمهورية من بين أنياب المافيا

مرّت شهور قليلة منذ دخل جوزف عون قصر بعبدا لا كقائد جيش… بل كقائد جمهورية.

ومنذ ذلك الحين، لم يعد شيء في لبنان كما كان.

 

ما فعله الرجل في أشهر قليلة، عجزت عنه مجالس نيابية، وحكومات، ورؤساء تعاقبوا كأنهم وكلاء لا رجال دولة.

في زمن التردّي، ظهر رئيس لا يشبههم… لا بالشكل ولا بالجوهر.

جنرال بلا فخامة كاذبة… و"فخامة" رئيس بدون مساحيق.

رئاسة بفكرة الدولة… لا الطائفة

 

منذ أول لحظة، قالها صراحة:

 

 "لا غطاء فوق أي فاسد، ولا تفاهم خارج حدود الدولة."

جوزف عون لم يدخل في بازارات الموارنة، ولا مقايضات الميليشيات.

هو أول رئيس يتجرّأ أن يكون فقط… رئيسًا للجمهورية.

 

لا حزب وراءه.

 

لا مرجعية دينية تسيّره.

 

لا صفقة دولية حَملت اسمه.

بل دعم نادر: شعبي، عربي، ومؤسساتي.

 

 الجنوب يعود إلى الدولة… خطوة بعد خطوة

 

في الجنوب، حيث كانت الخرائط ترسمها البندقية لا الدولة، بدأ الجيش بإعادة الانتشار الفعلي، بتنسيق مباشر مع يونيفيل.

جوزف عون، الذي يعرف الأرض شبرًا شبرًا، أعادها إلى السيادة من دون مواجهة ولا استعراض.

 

225 مخبأ سلاح تم تفكيكها.

 

85% من الأراضي الجنوبية باتت تحت رقابة الجيش.

 

رسائل واضحة وصلت إلى الجميع: "الجنوب ليس ساحة مفتوحة."

وهذا ما لم يجرؤ أي رئيس سابق على فعله.

 

الخليج يعود… لأن لبنان تغيّر

 

منذ تسلّمه، انهالت الوفود، الدعوات، والرسائل الإيجابية:

 

الكويت أعادت التمثيل الكامل، واستأنفت التنسيق الأمني.

 

السعودية دعمت برنامجًا اقتصاديًا – إصلاحيًا باشراف مباشر من الرئاسة.

 

قطر قدمت دعمًا مباشرًا للجيش، وطرحت استثمارات بالبنى التحتية.

ببساطة؟

الاحترام العربي عاد… لأن في بعبدا رجلًا يُحترم.

 

الداخل يرتبك… والناس تستفيق

 

المنظومة السياسية لم تصدّق.

اعتقدت أن الجنرال "مؤقت"، "ضعيف"، "خاضع"، فإذا به يُخرج الملفات من الأدراج ويُطلق إصلاحًا حقيقيًا:

 

القضاء تحرر من قبضة الأحزاب.

 

التفتيش المركزي بدأ باستدعاء المحسوبين على "البيوتات السياسية".

 

التعيينات الإدارية تُنجز وفق الكفاءة، لا الطائفة.

الطبقة السياسية القديمة ترتجف… والشعب بدأ يرى دولة تظهر من بين الركام.

جوزف عون لا يتكلّم كثيرًا… لكنه يعمل كثيرًا

 

في مشهد سياسي مليء بالضجيج، عون يشتغل بصمت:

 

أعاد تنظيم المؤسسات الأمنية، وأوقف التنافس القاتل بينها.

 

أمّن للجيش موارد من الخارج من دون أن يبيع القرار السيادي.

 

أطلق خطة طوارئ مالية – تقنية خالية من مافيا المستشارين.

لا شعارات. لا مراسيم فارغة.

بل رئيس يتصرّف كرئيس فعلي لدولة تريد أن تُولد من جديد.

 

مرحلة ما بعد الطائف؟

 

بعض المراقبين يقولونها همسًا:

 

> "عون بدأ معركة ما بعد الطائف."

 

لا إلغاء للميثاقية، بل تطبيقها الحقيقي.

 

لا نسف للتركيبة، بل تفكيك المحاصصة.

 

لا انقلاب على النظام، بل تطهيره من الداخل.

 

الرئيس الذي لم يتوسّل الرئاسة… لكنه استحقها

 

جوزف عون لم يكن يومًا مرشح تسوية.

بل مرشّح إنقاذ.

وأثبت خلال هذه الشهور، أنه رئيس لم يُشترَ، ولم يُباع، ولم يتلوّن.

 

بل بقي كما عرفه الناس:

قائدًا نظيفًا، وطنيًا، لا يخضع إلا للقانون… ولا يُدين إلا للبنان.

 

لبنان تغيّر، نعم.

لكن السبب ليس حدثًا خارجيًا… بل رجل واحد فقط:

الرئيس جوزف عون.