رمضان انتهى... لكن هل أنت بدأت؟
خاص مراسل نيوز

رمضان انتهى. انطفأت أصوات التراويح، وتوقفت موائد الإفطار، وعادت الحياة إلى وتيرتها السريعة.
لكن لحظة... هل خرجت من رمضان كما دخلت؟
وهل كنت صائمًا بحق؟ أم مجرد ممتنع عن الطعام؟
ثلاث مراتب... فأين وقفت؟
الناس في رمضان ليسوا سواء:
من صام عن الطعام لا عن الذنوب. ظاهره صائم، لكن لسانه طليق، وعينه لا تغض، وقلبه غافل. هذا هو الظالم لنفسه.
من أدى الفريضة وترك الحرام، لكنه لم يتجاوز الحد الأدنى. هو المقتصد، في منطقة الأمان لا أكثر.
ومن صام بقلبه قبل بطنه، فامتلأ نهاره بالقرآن، وليلُهُ بالقيام، وصار رمضان نقطة تحول لا محطة مؤقتة. هذا هو السابق بالخيرات.
رمضان ليس نهاية
المعيار الحقيقي ليس كيف كنت في رمضان، بل كيف أصبحت بعده.
إن كنت قد عبدت الله شهرًا، ثم تركت الصلاة والقرآن بعده، فقد أضعت الجوهر.
> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالخواتيم."
رمضان ليس موسمًا للعبادة فقط، بل بوابة لحياة جديدة. والاختبار الحقيقي يبدأ بعد الفطر.
دعاء الوداع
ومع لحظات غروب شمس آخر يوم من رمضان، نهمس لله:
> اللهم تقبل منا ومنكم الطاعات، ولا تجعله آخر عهدنا برمضان.
رمضان... لا ندري أعمُرُنا يمتد للقائك مجددًا أم يكون هذا الوداع الأخير؟
اللهم اجعلنا ممن كتبتَ لهم القبول، وممن شمّوا مسك الختام، ومضوا على طريقك حتى بعد رحيل الشهر.
رمضان سيعود... لكن السؤال: هل سنعود نحن معه؟
هل ستبقى الروح حيّة؟
هل سنحافظ على ما بناه الصيام فينا؟
رمضان مضى... لكن العبادة لا تنتهي.
فمن كان يعبد رمضان، فإن رمضان قد ولّى.
ومن كان يعبد الله، فإن الله حيّ لا يموت.