تحول الصين إلى قوة روبوتية عظمى!

تسعى الصين الى أن تكون الرائدة عالمياً في مجال الروبوتات، مدفوعة بطموحها لامتلاك تقنيات المستقبل. وقد قطعت شوطاً كبيراً نحو تقليص الفجوة مع الولايات المتحدة في هذا المجال.
تُستخدم الروبوتات الصينية اليوم في مصانع السيارات الكهربائية، وعمليات الإنقاذ، والعروض الفنية، بل وتخضع الكلاب الآلية المسلحة للاختبار في تدريبات عسكرية. شركة "يوني تري روبوتيكس" Unitree Robotics ، ومقرها هانغتشو، أصبحت رمزاً لهذه الطفرة، إذ تنتج روبوتات بشرية وكلبية وتُعتبر واجهة لتقدم الصين التكنولوجي في هذا المجال.
وتُظهر مشاركة روبوتات "يوني تري" في فعاليات كبرى، مثل حفل مهرجان الربيع، الدعم الرسمي الكبير لهذا القطاع، الذي يُعد جزءاً من خطة الصين لبناء اقتصاد قائم على التكنولوجيا المتقدمة والاعتماد الذاتي.
في السنوات الأخيرة، ضاعفت الصين استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وأطلقت صناديق تمويل بمليارات الدولارات على المستوى الوطني والمحلي. وبلغ عدد شركات الروبوتات المسجلة في الصين قرابة نصف مليون، ما يعكس زخماً غير مسبوق في هذا القطاع.
هذا التوجه لا يهدف الى الهيمنة التكنولوجية فحسب، بل أيضاً الى معالجة تحديات داخلية مثل تقلص القوى العاملة وارتفاع أكلاف الأجور. ويُساهم ترابط الصناعات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والبطاريات في تعزيز قاعدة التصنيع الخاصة بالروبوتات.
شركة "يوني تري" تمثل واجهة هذه الطفرة. تأسست عام 2016، وبدأت بكلاب آلية قبل أن تتوسع إلى الروبوتات البشرية. تنتج اليوم 60٪ من الروبوتات ذوات الأرجل الأربع في العالم، وتعتمد على أسعار تنافسية تفوق مثيلاتها الغربية، مما يعزز انتشارها الواسع.
ورغم هذا النجاح، أثارت استخدامات الشركة العسكرية بعض القلق، خصوصاً بعد ظهور كلابها الآلية المسلحة في تدريبات مشتركة. ومع ذلك، تُصر الشركة على الطابع المدني لتقنياتها، وتروج لرؤية مستقبلية بحيث تُحرر الروبوتات البشر من الأعمال الروتينية.
في المحصلة، تمثل الروبوتات جزءاً محورياً من استراتيجية الصين لبناء اقتصاد مستقبلي، تتقاطع فيه التكنولوجيا، والسيادة الصناعية، والتنافس الجيوسياسي